قوة حافظته وحضور بديهته

من الصفات التي تميز بها سماحته، وعرفت عنه، قوة حافظته، وسرعة بديهته، فقد كان يحفظ كتاب الله وكثيرًا من كتب السنة ورجالها ويستظهر أغلب نصوص الحديث، كذلك كان عنده حفظ عجيب للتواريخ والأحداث وأسماء الأشخاص.
يقول الشيخ محمد الموسى: "من أعجب الصفات التي تميز بها سماحة الشيخ قوة الذاكرة، فذاكرته العجيبة تستوعب ما لا يحصى من المعلومات، والمعرفة بالأشخاص، والتذكر للتواريخ، والأحداث.
وقد عرفت سماحته منذ أربعين سنة، وعشت معه عن قرب ستة عشر عامًا، ولم ألحظ عليه نقصًا في فكره، ولا في حافظته.
بل لا أكون مبالغًا إذا قلت: إن عزيمته وهمته وقوة حافظته تزداد قوة ونشاطًا كل عام، فكلما تقدم به السن زكت قريحته، وقويت ذاكرته.
وكثيرًا ما يمر بنا ما يدل على ذلك، فأحيانًا يذكر لنا بعض أخباره في صباه، وأحيانًا يدعى سماحته لغداء أو عشاء، أو مناسبة افتتاح، أو حضور وليمة زواج، أو محاضرة، أو ندوة، أو نحو ذلك، ونحن نسجل مواعيد سماحته بعد أن يعطي أهلها الموافقة، فإذا قرب الموعد سألنا سماحته: هل عندنا موعد كذا في مكان كذا وكذا؟ فنقول أحيانًا: لا، أو نقول: لا ندري، فيقول سماحته: بلى، تأكدوا، فإذا رجعنا إلى سجل المواعيد وجدناه كما قال.
وكذلك موقفه في الدرس لا يكاد ينساه، وأحيانا يسأل عن رقم الصفحة إذا انتهى الدرس أو القراءة، فإذا جاء وقت الدرس أو موعد القراءة من جديد قال: افتحوا صفحة كذا.
ومن عجيب ذاكرته أنه إذا أتاه أحد من الأسرة المالكة في بعض الأحيان ودار الحديث عن الأسرة وأوائلها أخذ سماحته يسرد أن فلانًا هو ابن فلان، وأن أمه فلانة، وأخته فلانة، وتوفيت في عام كذا وكذا.
وربما قال لمن يزوره منهم: خالتك فلانة، وعمتك فلانة، وهذا يرجع إلى كذا وكذا ... إلخ.
حتى إن بعضهم يقول: أنت أعلم بأسرتنا منا.
وكان - رحمه الله - يحفظ أسماء الأسرة المالكة، وتاريخ ميلادهم، ويراجع ما كتبه عنهم في بعض الأحيان، ويحفظ الأشقاء من الأمراء أبناء الملك عبدالعزيز، ويعرف الأخوة لأب، وأخوال كل منهم، وله عناية خاصة بذلك.
وفي ذلك يقول الدكتور محمد بن سعد الشويعر: وقد قال مرة وأنا معه في السيارة وهو يتحدث عن الأسرة وأبناء الملك عبدالعزيز - رحمهم الله - فقلت له: إن خير الدين الزركلي ذكر أولاد الملك عبدالعزيز وتاريخ ولادة كل واحد منهم، ورتبهم على ذلك في كتابه شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز، فأمرني بكتابة ذلك له في ورقة خاصة مختصرة، ففعلت، ثم أمرني بقراءتها عليه، وتاريخ ولادة أغلبهم محدد باليوم، فيقول لي: صدق، وهذا أمه فلانة، وأخواته فلانة وفلانة، مع أن الزركلي لم يذكر إلا الذكور فقط.
وقد طوى تلك الورقة وأودعها محفظته التي في جيبه يرجع إليها عند الحاجة حتى انتقل إلى رحمة الله، غفر الله له.
وكان يناقش من يأتيه من رجالات الأسرة من أبناء عبدالعزيز وغيرهم من الأسرة، وإن بعدوا عن الملك عبدالعزيز في الآباء والأجداد، ومع ذلك فهو يتحدث حديث الفاهم المدرك للوقائع والأحداث، وموطن السكن، حتى إن بعض كبار السن منهم - رحمهم الله - يقول للشيخ: أنت أعرف بنا منا.
وكذلك يعتني بآل الشيخ، ويعرف كبارهم، والسابقين منهم؛ لاسيما العلماء منهم، حيث يوليهم اهتمامًا كبيرًا.
ومن لطائف ذاكرة سماحة الشيخ أنه إذا أراد البحث في عدالة رجل من رجال الحديث ومعرفة حاله، وما قيل فيه، قال: الذي أعرفه أن صاحب التقريب قال: صدوق، أو قال: ثقة، أو قال: يخطئ، ولكن من باب التأكد.
وعند البحث يكون كلام الشيخ مطابقًا لما في الكتاب في الأغلب.
وقد سمعت صاحب الفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري - رحمه الله - يقول: الشيخ عبدالعزيز يكاد يحفظ التقريب عن ظهر قلب.
ولهذا إذا رأيت سماحة الشيخ يتكلم في الحديث ظننت أنه لا يعلم غيره؛ لما كان عليه من حفظ للمتون والأسانيد، والرجال، والصحيح، والضعيف، والموضوع.
ومن العجائب في ذلك: أنه في يوم من الأيام أهدى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد إلى سماحة الشيخ جهاز كمبيوتر قد خزن فيه جميع ما في الصحيحين والسنن والمسانيد، وعندما حضر المختص لإطلاع سماحته على نظام الجهاز وكيفية استخراج الحديث المراد والبحث عنه، وفي كم رواية ورد، وفي أي الأبواب يوجد، سأل سماحته عن بعض الأحاديث في كم رواية ورد، وفي أي الأبواب، فجعل المختص يبحث عن بعض الأحاديث والشيخ يسأل ويقول: صحيح، وفي بعضها يقول الشيخ: بل ورد بلفظ كذا وكذا، ورواه فلان.
وإذا بحث المختص عنه لم يجده في الجهاز، وعند الرجوع إلى أصل الكتاب يوجد طبق ما كان يحفظه سماحة الشيخ، وبعد أن سأل سماحته عدة أسئلة وصار يصوب ويخطئ قال المختص: يا شيخ، أتينا بالجهاز على أننا قد حفظنا فيه كل شيء، وأن هذا الجهاز قد اعتني بإدخاله المعلومات ولكننا فوجئنا بأنك يا شيخ أحفظ من الكمبيوتر!

ومما يدل على قوة ذاكرته:
أنه يحفظ النصوص من الكتاب والسنة، ومواطن الاستشهاد منها، ويعزو الآيات المتشابهة إلى مظانها دون خلط بينها.
وكان إذا أملى كلمة أو نصيحة وأورد حديثًا قال: متفق على صحته، وهذا لفظ مسلم، أو قال: رواه مسلم وأبو داود، وهذا لفظ أبي داود، وإذا سمع كلمة من أحد، واستدل المتحدث بحديث وعزاه قال سماحة الشيخ: هذه رواية فلان، أو قال: لفظه كذا، ورواه أيضا الترمذي أو ابن ماجه أو أحمد وهكذا .. وعند الرجوع إلى مظانه يكون سماحته في الأغلب مصيبًا.
وأذكر أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أقامت ندوة بين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية ووزير الإعلام، وكان سماحة الشيخ حاضرًا، فأورد وزير الإعلام حديثًا فقام سماحة الشيخ وعلق على الندوة، وقال: أما ما ذكره معالي وزير الإعلام باستشهاده بحديث كذا وكذا فهو حديث باطل، وقد نبهت عليه قبل عشرين عامًا، مما يدل على قوة ذاكرته". [1]
أما الدكتور محمد بن سعد الشويعر فيقول عن سماحته: "مما كنت أسمع من سماحته دائمًا وخاصة عندما يأتي البحث في رجال الحديث وتوثيقهم هذه المقولة: (من نعمة الله على العالم ألا يختلط آخر عمره).
وما ذلك إلا أن من عرف بهذه الخصلة آخر عمره لا يؤخذ عنه، وينبذ قوله كله، حيث يخشون تغير المعلومات التي تنسب إليه لتغير ذاكرته، أما الشيخ عبدالعزيز بن باز فإن علمه وسعة اطلاعه قد بقيتا على مكانتهما كل حياته، كما متعه الله بقوة الحافظة حتى آخر لحظة من حياته، ... ثم ذكر نموذجًا لحفظه فقال: "كمعرفته باسم من يسلم عليه من معارفه الذين لم يزوروه أو يسمع عنهم عشرات السنين، وبمجرد سماع الصوت أو المصافحة يتذكر من هو، فيسأله عن أسرته بأجمعها، وعن جيرانه وذوي قرابته، وكأنه لم يغب عنه إلا أيامًا قليلة.
بل الأدل على ذلك: قصر مدته في الدراسة؛ لأنه يستوعب ما لدى مشايخه في مدة قصيرة، وتوسموا فيه النجابة والنبوغ منذ بدأ الأخذ عن كل واحد منهم، وما أكثر شواهد هذا الجانب، حتى إنه يذكر ما قرئ عليه عندما كان قاضيًا في الخرج منذ أكثر من ستين سنة بالصفحة ورقمها والسطر، وهل ما يريد التحدث عنه في الصفحة اليسرى أو في الصفحة اليمنى، وهل هو في أعلى الصفحة أو أسفلها أو في وسطها.
ذلك أنه عندما يهمه أمر في حكاية أو آية أو حديث أو قول عليها لبعض العلماء فإنه يسأل القارئ عليه عن رقم الصفحة ورقم السطر ورقم الحاشية إذا كان لهذا الموضوع هامش.
وطالما سألني مثل هذه الأسئلة وأنا أقرأ عليه في أي كتاب، وبأي وسيلة إعلام، فيعلق بذهنه سواء كان موقفًا فينبهني إليه بعد أيام أو أسابيع ليأمرني أو غيري لمواصلة القراءة بعد الموقف الذي قد علق بذهنه مكانه، ولا ينساه مهما طالت مدة معاودة القراءة في ذلك الكتاب عند تكرار القراءة، بيد أن القرَّاء عليه قد نسوا موقع التوقف.
ومثل ذلك من يزوره ممن انقطع عنه سنوات عديدة، فيعرفهم بالصوت والملامسة، أما حافظته في معرفته الأحاديث ورجال السند بالجرح والتعديل لكل منهم فيفوق التصور؛ لمعرفته الجيدة بهم وبمنازلهم جودة وضعفًا، إذ يعتبر حجة فيهم، وهو من رجال الحديث المدركين صحة الأحاديث ومكانة رجالها قوة وضعفًا.
ورغم تكاثر المشاغل عليه فإن قوة الحافظة عنده ثابتة لم تتغير، ولم يطرأ عليها شيء مما ينسيها بعض الأحداث حتى تاريخ وفاته، فلا ينسى طالبًا درس عنده، ولا الكتاب الذي كان يقرأ عليه فيه، ولا عمله بعدما ترك حلقته، ولا يغيب عنه أي كتاب مر به، ولا موضوعه، ولا معرفة الصفحة التي فيها بعض الأمور المهمة في هذا الكتاب.
وقد كان في النادي العلمي بالمعاهد والكليات ينصت بإمعان لكل ما يلقى فيه، وبعد الانتهاء يعلق فيستعرض الكلمات واحدة واحدة، ليفند ما قال زيد أو تحدث عنه عبيد، فيشيد بالجيد، وينبه على ما يحتاج إلى إيضاح أو لفت نظر، وهذه عادته في كل موقف". [2]
وأيضا مما يؤكد على قوة ذاكرته أنك تجده يورد القصص القديمة التي حصلت قبل ستين سنة أو أكثر كأنه مطلع عليها، ينظر إليها ويتأمل في أمرها، وهذا أمر معلوم عند من خالط سماحة الشيخ - رحمه الله - وعرفه تمام المعرفة، وهذه الذاكرة ظلت كما هي قوية حية إلى آخر حياته - رحمه الله - لم تتغير ولم تتبدل، ولم يصبها أي ضعف أو وهن، بل كانت حاضرة ناصعة سليمة، وهذا وايم الله من توفيق الله عز وجل له وعظيم تسديده. [3]
وقال الدكتور ناصر الزهراني: "لقد جلست إليه مع عدد من أهل العلم والمعرفة بالفقه والحديث، فيورد أحدهم أسئلة شائكة ومسائل دقيقة، أو يسأل عن صحة حديث أو متنه أو سنده، فإذا بالجواب حاضر، كأنما يقرأه الشيخ من كتاب". [4]

استحضاره مسائل العلم وكلام العلماء عليها:
يقول عبدالرحمن بن يوسف الرحمة: "مما تميز به سماحته - رحمه الله - قوة الحافظة، وسرعة البديهة، واستحضار مسائل العلم بفهم واسع، ووفرة في العلم، وشدة في الذكاء، وغزارة في المادة العلمية، فهو - رحمه الله - صاحب ألمعية نادرة، ونجابة ظاهرة.
وإن نعمة الحفظ وقوة الذاكرة هما من الأسباب القوية بعد توفيق الله عز وجل على تمكنه من طلبه للعلم، وازدياد ثروته العلمية، المبنية على محفوظاته التي وعتها ذاكرته في مراحل التعلم والتعليم، وقد حباه الله من الذكاء وقوة الحفظ وسرعة الفهم مما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة". [5]

شهادات بعض أهل العلم على قوة حافظته:
يقول الشيخ محمد بن عبدالله الزبن: "كنت مع الشيخ صالح النجيدي ذات يوم في مكتبة الشيخ، فدار النقاش حول مسألة اختلفت فيها مع الشيخ صالح، فقال الشيخ ابن باز: المسألة كذا وكذا، فقال لي: يا شيخ محمد، ائت بالكتاب الفلاني، وهو موجود في الجهة الفلانية الجزء الثاني رقم الصفحة كذا. فكان الأمر كما ذكر الشيخ، وهذا يدل على ذكاء الشيخ وقوة حافظته". [6]
ويقول الشيخ محمد صالح المنجد: "متعه الله بعقله، فلم يصبه زوال ولا خرف ولا تغير، وبعض النسيان الذي حصل له لكبر السن لم يؤثر على مقدرته في الإفتاء واستحضار الأدلة والتركيز والفهم مع أنه دخل في التسعين، وقد سألته قبل أيام من موته عن امرأة ماتت وعليها سعي لم تأت به، هل يقوم به ولدها عنها؟
فقال: الموت ما معه حيلة، ولولدها أن يسعى عنها كما له أن يحج عنها. ثم استدرك وقال: لكن يجب أن يكون محرمًا بنسك عند سعيه عنها. فقلت له: مثل أن يحرم بعمرة ثم يطوف ويسعى وقبل أن يقصر شعره يسعى عن أمه. قال: أو قبل أن يأتي بعمرته وبعد الإحرام. فهذه الدقة لازمته إلى آخر عمره". [7]
ويقول الدكتور عبدالله عمر بن نصيف: ولقد لفت نظري علمه وتواضعه وإجماع الناس على احترامه وتقديمه، وقد تأثرت بحادثة وقعت عندما ألقى الشيخ محمد متولي الشعراوي محاضرة في المدينة عام 1392هـ، أقيمت بمناسبة تأسيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكنت مرافقًا لضيوف الندوة عند زيارتهم للمدينة بعد انتهاء البرنامج الأساسي في الرياض، فقد تحدث الشيخ الشعراوي لمدة ساعة ونصف على الأقل عن مكانة المرأة في الإسلام، وبعد انتهائه من المحاضرة علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز على إحدى عشرة مسألة وردت في المحاضرة، رتبها حسب موقع ورودها، وناقشها بموضوعية علمية، وفق كتاب الله وسنة رسوله ﷺ مما أثار إعجاب الحاضرين وبكل الملكات التي مكنت الشيخ من القيام بذلك". [8]
يقول الدكتور محمد بن سعد الشويعر: "ومن علمه وسعة اطلاعه وقوة حافظته التي متعه الله بها حتى آخر لحظة من حياته أوضح شاهدًا واحدًا على ذلك: فقد حرص على توثيق حديث شريف مر بنا في أحد الكتب، وأمرني بتحقيقه، وبين لي الأبواب التي هي مظنة ووجوده فيها في كتب الحديث المعتبرة، وبحثت وطال البحث ولم أستطع الاهتداء إليه، فاعترفت أمام سماحته بالعجز، وقال لي ونحن في مكتبة بيته بالرياض: بعض المحدثين - رحمه الله - يضعون حديثًا في غير مظنته، أحضر كتاب الإيمان للشيخ محمد بن عبدالوهاب. وترحم عليه وعلى علماء الحديث، فأحضرته، وقال: افتح صفحة كذا. وعينها بالرقم، ففتحتها، وقال: اقرأ سطر 12. فقرأت فيه، وإذا بي أقع على الحديث بعينه، قال: انظر الهامش ماذا قال فيه؟ فوجدته يحيل إلى النسائي، وحدد الموضع، فإذا هو كما قال في غير مظنته، وفي غير الأبواب التي من المتوقع أن يكون فيها، فأحضرنا النسائي ووجدنا الحديث فيه، فتم تخريجه.
ثم قال - رحمه الله: كتاب الإيمان هذا قرأته آخر مرة منذ أربعين عامًا عندما كنت قاضيًا في الخرج. وهذا يدل على قوة حافظته وذكائه وتمكنه في العلم، رحمه الله وجمعنا به في مستقر رحمته". [9]
  1. جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، رواية محمد الموسى (201-204).
  2. عبدالعزيز بن باز عالم فقدته الأمة، للشويعر (687-691).
  3. الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن الرحمة (41،40).
  4. إمام العصر، لناصر الزهراني (40).
  5. الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن الرحمة (40).
  6. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (181/1).
  7. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (182/1).
  8. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (182/1-183).
  9. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (187،186/1).