اهتمامه بالدعوة إلى الله

لقد كانت الدعوة إلى الله، هي هاجس الشيخ - رحمه الله - وأكبر اهتماماته، عملًا بقول الله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].
هذه الآية الكريمة، التي تتردد عنده كثيرًا، في حديثه مع الدعاة، وعند سماعه، أو قراءته تقريرًا عن أعمال بعض الدعاة الحسنة، وما تحقق على أيديهم من آثار للدعوة في داخل المملكة وخارجها، وفي كلماته وتوجيهاته.
اهتمامه بالدعوة كان من بدايات حياته حتى آخرها، فمنذ أن كان عمره عشرين سنة تقريبًا عُين قاضيًّا في الدلم، فكان رحمه الله قاضيًّا ومعلمًا وإمامًا وخطيبًا، يقول الدكتور محمد الشويعر: "كان يوطن تلاميذه على هذا العلم عندما كان في الخرج قاضيًّا، ويخرج بهم إلى القرى، وفي النزهة أيام الربيع خارج البلد، وفي الصيف إلى البساتين، ويعلمهم الرياضة: السباق، والرماية والمشي، وأوجد هيئة للأمر بالمعروف، كلهم محتسبون وبلا مرتبات، ويخرج معهم للدعوة ولإزالة المنكر، وللأمر بالمعروف". [1]
يقول واحد من أقدم تلاميذ سماحة الشيخ - رحمه الله - وهو الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن جلال: "عندما كان قاضيًّا في الدلم بالخرج من عام 1357هـ إلى عام 1371هـ في مقابلة معه بجريدة الرياض في أبرز صفات الشيخ: بأن من صفات الشيخ البارزة: الحلم والكرم وحب الآخرين، والشفاعة لهم، وإنكار المنكر، كانت تلك الصفات معروفة عند الشيخ ابن باز منذ كان قاضيًّا في الدلم حتى وفاته رحمه الله، والمواقف على تلك الصفات كثيرة، حتى إن أحدهم قال للشيخ: إنك أرسلت لمنطقة الخرج قاضيًّا، فاترك باقي الأمور، ولا تتعب نفسك في الشفاعات وغيرها.
فقال سماحته: أما الشفاعة وحاجات الناس، فأعملها وقصدي الأول حديث رسول الله ﷺ: اشفعوا تؤجروا[2]، فإن حصل شيء، فخير لي، وإن لم يحصل فالأجر حاصل.
فبلغ ذلك من دعاه إلى ذلك الأمر، فدعا للشيخ ورضي بقوله، وسأل له الخير...[3].
ويمكن أن ندرك مدى اهتمامه بالدعوة إلى الله من خلال الإشارة إلى بعض الأمور التي كان يقوم بها - رحمه الله - ومنها:

تنشيط الدعوة بين الجاليات العاملة في المملكة:
من ضمن اهتمام الشيخ ابن باز - رحمه الله - بالدعوة وحرصه على نشرها داخل المملكة وخارجها اهتمامه بالجاليات العاملة في المملكة، فقد كان يحرص على تنشيط الدعوة بين الجاليات ويشجع على فتح مكاتب لتوعيتها، وقد أعطت هذه الجهود منه ثمارًا طيبة: "في الترغيب في الإسلام وتوعية غير المسلمين، فأسلم أعداد كبيرة، ... وترجمت كثير من الكتب الصغيرة، المعرِّفة بدين الإسلام وتعاليمه السمحة، ونظمت المحاضرات لهم، المنتظمة ليليًّا في أوقات الفراغ، مراعاة لظروفهم في العمل مع مكفوليهم، فكان من تشجيعه حضورها، والتحدث فيها، وتيسير عمل هذه المكاتب معنويًّا وماديًّا، والإجابة على كل تساؤل يطرح: شفويًّا أو كتابيًّا"[4].

كفالة الدعاة، والإنفاق على وسائل الدعوة:
كان الشيخ - رحمه الله - يدرك أن الدعوة لا يمكن أن تنتشر إلا ببذل وعطاء على حامليها والوسائل التي تصل بها؛ ولذا كان ينفق على الكتب والأشرطة الدعوية، والمعاهد والمراكز العلمية، ويخصص مرتبات للدعاة، ويعينهم بما يحتاجونه في سبيل الدعوة، من البنود المخصصة بميزانية الرئاسة، فإذا ضاقت ميزانية الرئاسة كتب للمحسنين ولمحبي الخير في المملكة على مختلف مستوياتهم، ويسمي ما يرد منهم: البند الخيري، والبند الخيري يصرف منه ما يأمر به سماحته من الأمور التي يراها داخلة في الدعوة إلى الحق، سواء مما يرد من المحسنين، أو على نفقته الخاصة. [5]

تعيين الدعاة داخل المملكة، وخارجها:
مما يدل على اهتمامه وحرصه على الدعوة وتبليغها داخل المملكة وخارجها تعيينه الدعاة إلى الله وإعانتهم بما يقدر عليه من مال، يقول الدكتور محمد الشويعر: "ومن اهتمامه بالدعوة كان يأمر بتعيين الدعاة على بند نشر الدعوة، فإذا ضاق مع رغبته - رحمه الله - بالتوسع، خاصة في الخارج لما يسمع من قلة العلماء والدعاة، وكثرة الجهل والبدع، حيث يأمر بأن يتم التعيين على حساب البيت، وقد خصص سجلات للوارد والمنصرف، من أهل الإحسان بما يعين على تنشيط الدعوة إلى دين الحق.
وكلما أحس عجزًا في حساب الدعوة إلى الله على حساب البيت أعد رسائل لأهل الخير، الذين يحبون المساهمة في الدعوة إلى دين الله الحق، بخفاء، ودون إشهار لأسمائهم، ابتغاء مرضات الله وثوابه.
وعند وفاته كان عدد الدعاة في الخارج على حساب البيت يقارب الألف داعية، اهتمت بهم الدولة وفقها الله وألحقوهم بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد". [6]
وإليك هذا الكتاب الذي كتبه قبل وفاته بثلاث وثلاثين سنة، وذلك لما كان في الجامعة الإسلامية، حيث كتبه بشأن القائمين على التعليم والدعوة في مرخة من بلاد بني هلال. وهذا نص الكتاب الذي وجهه سماحته لوكيل وزارة الحج والأوقاف آنذاك:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم سعادة وكيل وزارة الحج والأوقاف الشيخ أحمد مجاهد سلمه الله وتولاه آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
إشارة إلى برقية سعادتكم رقم 5439 في 10/4/1387هـ أفيدكم أننا أجرينا لازم عمل المسيرات للقائمين بالدعوة إلى الله - سبحانه - والتعليم في مرخة من بلاد بني هلال، وهي إليكم برفقه.
وأود أن أذكر لسعادتكم هنا أن القائمين بالدعوة هناك كانوا أربعة أرسلناهم من المدينة ابتداءً من جمادى الأولى سنة 1386هـ، أحدهم الشيخ يعقوب بن حسين معولي، راتبه شهريًّا ثمانمائة ريال، والثاني الشيخ محمد عطاء الله الهندي راتبه الشهري أربعمائة ريال، والثالث علي بن مرشد قائد اليماني من طلبة الجامعة الإسلامية راتبه أربعمائة ريال، والرابع مرشد بن علي بن محمد اليماني من طلاب دار الحديث بالمدينة راتبه أربعمائة ريال.
والداعي لبعثهم إلى مرخة أن بعض شيوخها تقدم إلى جلالة الملك حفظه الله بطلب إرسال من يرشدهم، وتوسطوا بي في ذلك، فشفعت لهم في الموضوع؛ لشدة حاجة سكان تلك البلاد إلى من يرشدهم، ويوجههم، ويعلم شبابهم، حتى تم إرسال الأشخاص المذكورين.
والبلاد بعيدة عن وسائل الحضارة الجديدة، وسكانها شبه بادية، والطريق إليها فيه صعوبة وخطر فيما بينها وبين نجران بسبب الحرب القائمة في اليمن.
ولهذا لم يكن وصول الدعاة إليها بالأمر الميسور في السنوات الأخيرة، وقد رجع الثالث والرابع من الأشخاص المذكورين في أول رجب سنة 1386هـ لمباشرة الدراسة، واستمر الأول إلى نهاية صفر سنة 1387هـ، أما الثاني وهو الشيخ محمد عطاء الله فلم يزل مستمرًا في عمله هناك إلى حين التاريخ كما يتضح ذلك من المسيرات.
وقد عيَّنا في مرخة شخصًا خامسًا بدلًا من أحد الشخصين الذين رجعا في أول رجب سنة 1386هـ يقوم بالدعوة والتعليم هناك، وهو من أهل البلد، وقد أشار به الشيخ يعقوب بعد وصوله هناك، وعينا له مائتين وخمسين ريالًا كل شهر اعتبارًا من رجب سنة 1386هـ.
وجل المقصود منه تعليم الشباب، وغيرهم ممن يحضر معهم القرآنَ الكريم، ومبادئ العلوم الشرعية، وتوجيههم إلى الأخلاق الكريمة حسب معلوماته، وحسب حال البلاد وأهلها.
ولم نزل نلتمس من يقوم مقام الأخوين علي بن مرشد، ومرشد بن علي في الدعوة والتعليم هناك، ولكن لم نجد من يوافق على السفر إلى تلك البلاد بمثل راتبهما؛ للصعوبات التي ذكرناها آنفًا، ونرجو أن يتيسر من يصلح لذلك، ويوافق على السفر إلى تلك البلاد، والصبر عليها في الأيام القريبة إن شاء الله.
ولهذا فإني أرى أن ترسلوا جميع الرواتب المقررة للأربعة إلى نهاية ربيع الثاني حسب الأمر السامي؛ حتى نسلّم منها للأشخاص الثلاثة الموضحة أسماؤهم في المسيرات المرفقة استحقاقهم، والباقي نحتفظ به حتى نساعد به من يصلح للدعوة هناك من حين نتمكن من وجود من توافر فيه الشروط المطلوبة.
ونحن - إن شاء الله - إن لم نزدها لم ننقصها، وإن أشكل عليكم ذلك فأرجو عرض الموضوع على معالي الوزير، وفيما يراه معاليه وسعادتكم بركة - إن شاء الله.
والقصد هو التعاون على البر والتقوى، وتسهيل إرسال من يتولى الدعوة والتعليم في هذه البلاد المضطرة إلى ذلك، ونرجو أن نكون جميعًا شركاء في الأجر.
وفق الله الجميع لما فيه رضاه، وجعلنا وإياكم من دعاة الهدى، ووفق حكومتنا لكل ما فيه صلاح المسلمين، ويقظتهم، وفقههم، وسعادتهم في الدنيا والآخرة؛ إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [7]

حث العلماء والدعاة إلى تعليم الناس:
من اهتمامه - رحمه الله - بالدعوة إلى الله أنه كان يحث الدعاة إلى الله أن يفرغوا من أوقاتهم لتعليم أمور دينهم والجلوس لهم لأخذ العلم عنهم، فهذا كتاب بعثه سماحة الشيخ لما كان نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية إلى رئيس المحكمة الكبرى بالدمام فضيلة الشيخ سليمان بن عبدالعزيز السليمان يحثه على الدعوة إلى الله، وإقامة الدروس العلمية، ويوصيه بِحَثِّ من لديه من طلبة العلم على ذلك. وهذا نص الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ سليمان بن عبدالعزيز السليمان رئيس المحكمة الكبرى بالدمام وفقه الله لكل خير، ونفع المسلمين بجهوده آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعده يا محب، أرجو أنكم والعائلة والمشايخ والإخوان بتمام الصحة والعافية، كما أنا ومن لدينا - بحمد الله - كذلك، أوزعنا الله وإياكم شكر نعمه، وصرف عن الجميع أسباب سخطه، ونقمه.
ثم يا محبُّ لا يخفاكم حاجة الناس الشديدة إلى التعلم والإرشاد، ولا سيما في جهتكم؛ لهذا أقترح على فضيلتكم أن تهتموا بالتدريس في الأوقات المناسبة لكم، ولو درسًا واحدًا بعد العصر، أو بين المغرب والعشاء، ولو بين هذين الوقتين، ولو في بعض أيام الأسبوع، وتُرَغِّبوا من لديكم من أئمة المساجد، وطلبة العلم لحضور الدرس؛ لعل الله ينفع بذلك.
وإذا تيسر الترغيب لمن يعرف بالذكاء والميول إلى العلوم الدينية من طلاب المدارس الثانوية وطلاب الخامسة والسادسة الابتدائية فهو مناسب، ولو درسين في الأسبوع.
والقصد هو النظر في هذا الأمر، وبذل الوسع في إيجاد درسين أو أكثر في الأسبوع يحضرها من أمكن حضوره من الأئمة والطلبة والعامة.
ويكون ذلك إما في التفسير، أو في الحديث؛ ليعم النفع للجميع.
وإذا رأيتم إيجاد درس خاص للطلبة الصغار والعامة في ثلاثة الأصول، وشروط الصلاة، والقواعد الأربع ثم في كتاب التوحيد، والعقيدة الواسطية؛ لتثبيت التوحيد، والعقيدة السلفية في قلوب الناشئة والعامة فحسن.
وإن لم يتيسر كفى ملاحظة ذلك في دروس التفسير والحديث؛ لأنهما مليئان بجميع المواد العلمية فيما يتعلق بالعقائد وغيرها.
سدد الله خطاكم، وأعانكم على كل ما فيه رضاه، ونفع عباده، وبارك لنا ولكم في الأوقات، والعلم، والعمل؛ إنه على كل شيء قدير، والله يتولاكم، والسلام.
ملاحظة:
إذا عزمتم على هذا الأمر فينبغي إعلانه بعد صلاة الجمعة، وإيضاح الأوقات للناس؛ حتى يحضر من لديه رغبة، وحتى يتعالم الناس بذلك، يسر الله لكم وبكم كل خير. [8]

توجيه الدعاة ونصحهم:
ومن اهتمامه بالدعوة أنه كان يقوم بتوجيه الداعين للحق، والآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر إلى الطريق الأمثل في الدعوة، ويدافع عنهم في عملهم، ويوجههم إذا أخطأوا.
فهو يناصح الدعاة ويخطئهم إذا جهلوا أو تجاوزوا الرفق في الدعوة إلى التشدد، ويدعوهم إلى اللين والحكمة، ومن ظهر له منهم التمادي مرة أخرى يزيله من ميدان الدعوة؛ لأنه يرى عدم صلاحه لممارسة هذه المهمة، التي هي سبيل الأنبياء، والطريق الذي وجههم الله إليه.[9]
وهذا كتاب بعثه الشيخ إلى فضيلة الشيخ عثمان بن إبراهيم الحقيل رئيس محكمة الظهران يحثه فيها على الدعوة إلى الله، ويوصيه بإلقاء الدروس، وحث طلاب العلم على ذلك.
وقد كتب هذا الكتاب في 29/3/1383هـ، وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ عثمان بن إبراهيم الحقيل رئيس محكمة الظهران وفقه الله لكل خير آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعده:
أرجو أنكم والعائلة ومن لديكم من المشايخ والإخوان بخير وعافية، كما أن محبكم، وجميع المشايخ والإخوان بطرفنا بخير وعافية - لله الحمد.
نسأل الله أن يوزع الجميع شكر نعمه، وأن يثبتنا على دينه؛ إنه سميع قريب.
ثم يا محب لا يخفاكم شدة حاجة الناس بطرفكم إلى حلقات الذكر والوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله وإلى سبيله بالموعظة الحسنة؛ خصوصًا في هذه الأوقات التي قل فيها الدعاة إلى الله، وغلب على الناس فيها الجهل بالأمور الشرعية، والإقبال على العلوم المادية الصِّرْفة البعيدة عن الدين، وعن كل ما يقرب إلى رب العالمين.
فالواجب عليكم، وعلى إخوانكم من طلبة العلم هو القيام بالدعوة إلى الله، وتبصيرهم بأمور دينهم، وتحذيرهم مما يضرهم دنيا وأخرى؛ فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وسرج الله في الأرض، وقد عهد الله إليهم بهذه المهمة، وكلفهم بها فقال سبحانه: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران: 187].
فمهمة العلماء مهمة خطيرة، وأمانتهم أمانة عظيمة واجب عليهم القيام بها، والعمل على تأديتها بكل أمانة وإخلاص.
إلى أن قال - رحمه الله: "وبناء على ما ذكر أرجو من فضيلتكم تعيين عدة دروس في المسجد لديكم، والتكلم عليها وشرحها حسب الاستطاعة، والإعلان عن هذه الدروس؛ لكي يحضرها أكبر عدد ممكن من المستمعين؛ حتى تعم الفائدة، ويعظم أثرها.
كما أوصيكم أيضًا بتشجيع زملائكم القضاة في هذه الناحية، والكتابة إليهم، ووصيتهم بالقيام بهذا الأمر العظيم حسب القدرة ولو بتعيين درسين أو ثلاثة في الأسبوع في الأوقات المناسبة.
سدد الله خطاكم، وبارك في مساعيكم، وجعلنا وإياكم من أنصار الحق ما بقينا؛ إنه جواد كريم.
وهذا شيء في نفسي أحببت إبداءه لكم ولبعض الإخوان من أهل العلم من باب التواصي بالحق، والتعاون على البر والتقوى، والله المسؤول أن يحسن العاقبة للجميع، إنه على كل شيء قدير. والله يتولاكم، والسلام.
حرر 29/3/1383هـ. [10]

التعاون مع العلماء والدعاة داخل المملكة وخارجها:
كانت له - رحمه الله - علاقات وطيدة ومتينة مع علماء الإسلام في عصره، يتواصل معهم، ويشد من عضدهم، ويثني على جهودهم المسددة، ويبارك خطواتهم الموفقة، ويتعاون معهم فيما فيه صلاح الإسلام ومصلحة المسلمين.
وفي مجالسه التي كانت تجمعهم والمقابلات التي كان يلتقي فيها بهم كانوا يعرضون عليه همومهم وأسئلتهم التي يطلبون لها إجابة، سواء "عن ظواهر انتشرت عندهم، أو كتابات بدرت من بعض الكاتبين فيها شطط، وميلان عن الطريق المستقيم، أو مشاكل يعانون منها، فكان يتبادل الرأي معهم، ويناصحهم ويبين لهم دور العلماء في التصدي للشرور، ونشر الدعوة إلى الحق.
ويظهر لهم رغبته في مساعدتهم التي لا يدخرها، بأي أسلوب يرونه معينًا، ويمدهم بما يعينهم، ويكتب الكلمات والاستنكارات التي حصلت، حمية لهم، وشدًا لهم في التعاضد على دعوة الحق، فيرون منه التعاون، ويخرجون من مجلسه بكل ارتياح لسعيه في مصالحهم، حيث يرونه سندًا قويًّا في الدعوة الى الحق". [11]
وهكذا يدرك المتابع لجهود وأعمال سماحته اهتمامه البالغ بالدعوة إلى الله وشعوره بأهمية التعاون بين المسلمين، بما فيه صلاح دينهم ودنياهم. [12]
  1. عبد العزيز بن باز عالم فقدته الأمة، لمحمد الشويعر (ص 474).
  2. رواه البخاري (1432).
  3. جريدة الرياض، وفيها المقابلة كاملة العدد 11292 الثلاثاء 10 صفر سنة 1420هـ.
  4. عبد العزيز بن باز عالم فقدته الأمة، لمحمد الشويعر (ص 472).
  5. عبد العزيز بن باز عالم فقدته الأمة، لمحمد الشويعر (ص 472).
  6. عبد العزيز بن باز عالم فقدته الأمة، لمحمد الشويعر (ص 472-473).
  7. جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، لمحمد الموسى (ص 395- 398).
  8. جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، لمحمد الموسى (ص 401- 402).
  9. عبد العزيز بن باز عالم فقدته الأمة، لمحمد الشويعر (ص 474).
  10. جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، لمحمد الموسى (ص 399- 401).
  11. عبد العزيز بن باز عالم فقدته الأمة، لمحمد الشويعر (ص 476).
  12. انظر: عبد العزيز بن باز عالم فقدته الأمة، لمحمد الشويعر (ص 471-479).