وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

خالد بن سليمان آل واصل
إمام وخطيب الجامع القديم بمحافظة عفيف
 
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.. فلقد هزنا جميعا خبر وفاة والدنا وشيخنا سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، مفتي عام المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، فقد فقدت الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي، وهذه البلاد خاصة علما من أجل علمائها، بذل وقته وجهده لخدمة الإسلام والقضايا الإسلامية، ولما تحلّى به - رحمه الله - من العلم، والعمل، والزهد، والتواضع، والخلق الحسن، ورحابة الصدر، والشفاعة الحسنة، والتمسك بمنهج السلف الصالح في أقواله وأفعاله، إلى غير ذلك من الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة التي تحلّى بها - رحمه الله، والتي جلعت محبته في قلوب المسلمين والمسلمات، والجميع يدعو له بالخير والرحمة، فلقد رحل عنا شيخ جليل ونجم من نجوم الدعوة والإفتاء في ظروف نحن أحوج ما نكون فيها إلى علمه وكلماته وآرائه وتوجيهاته، ولكن عزاءنا أن سيرته العطرة وعلمه الغزير وذكره الطيب ستبقى بيننا حيّة نستلهم منها وتضيء لنا ذكراه العطرة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وأرفع أحر التعازي وصادق المواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وعامة المسلمين في كل مكان، والعلماء، وطلبة العلم، بفقيد الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يلهم أهله وذويه والأمة الإسلامية الصبر والسلوان، وأن يخلف على الإسلام والمسلمين بخير إنه سميع مجيب، إنا لله وإنا إليه راجعون، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1]
 
  1. جريدة الجزيرة، الثلاثاء 3 صفر 1420هـ.