المسجد الباكي

د/ أحمد الخاني
يبكيك في أكواننا المسجد والدمع في محرابه يشهد
تبكيك آماق الهدى لوعة والعلم يا أواه والفرقد
تبكي شعوب في مشارقنا يا من على آلامها ترقد
كم ليلة نورت حالكها والآه في ظلمائها ترفد
للمسلمين وهل لهم وزر؟ وهل بهم من راصد يرصد؟
الصرب، ما الصرب وأشباههم؟ في زهرة البستان قد عربدوا
صراخها يعلو السماء ردى فالموت عن مشهدها يحسد
وعزز الأحلاف ميعادهم للذبح لا لم يخلف الموعد
ما للدماء كأنها سكر؟ والكأس من شريانهم تُعبد
المسلمون جزور قصعتهم إذا أخلدوا للراح ما أخلدوا
وأنت في الظلماء يا سيدي من هول ما قد نالنا ترعد
كالأم تبكي فقد واحدها دعاؤكم لله إذ يصعد
أن يحمي الرحمن إخواننا فالكفر لما طالهم يحصدوا
الدمعة الحمراء يا سيدي سيل ولؤم العين لو تجمد
فالروح في تذكاره مشفق يسعده بالأنس ما يسعد
أدعو لك الرحمن فردوسه وفقدكم في قلبي المولد[1]
  1. صحيفة الرياض، عدد (11692)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1431، 1432).