الدمعة الحزينة

للشيخ عبدالله بن محمد المعتاز
ما للطيور الصادحات تنوح ما لليتامى بالعويل تصيح
ما للحدائق أقفرت وتجردت من كل زهر بالعبير يفوح
ما للحمام الغاديات بكورها تشكو حواصلها الجياع تبوح
ما للمنابر أخرست أفواهها ما للمعاهد صوتها مبحوح
ما للمساجد أوصدت حلقاتها الكل يشكو حزنه وينوح
ما للدموع على الخدود تناثرت من للأرامل قلبها مجروح
ابن السبيل أتى ليطلب حاجة أين المغيث له، وأين يروح
من للفقير، وقد تلاشى ماله وغذاؤه، وكساؤه، وصبوح
المسلمون، وقد تعالت صياحهم يبكون من ألم المصاب جروح
عبد العزيز الباز مات إمامنا حقاً علينا بالدعاء نبوح
قلت المشايخ، والدعاة كثيرة عزم قوي باهر، وصريح
أبناؤه .. كُتَّابُه .. ورجاله الكل يغدو جاهداً، ويروح
والمحسنون سيبذلون رخيصهم المال إن لم يبذلوه قبيح
الله أكبر فضل من وارى الثرى الدين، والأخلاق، والتسبيح
الله أكبر كم جمعت فضائلًا كرمًا، وزهدًا لا يفيه مديح
الله أكبر حكمة، وروية وعقيدة التوحيد، وهو نصوح
هو في العلوم مبرز، ولعقله ولرأيه، كل الأنام طموح
روح تسامت عن قبيح فعالها جبلت على الخيرات، فهي سموح
يا ربنا ارحم ضعفنا في غربة واجبر مصاب الدين بالممدوح
أعداء دين الله أبدوا حقدهم في كل فج نكبة جروح
يا حاملي علم الكتاب دعواتكم أن تعملوا بالعلم لهو طموح
أنتم عدول الله فاحموا دينه فقلد تداعى سقفه، وصروح
ولقد تكاثرت الذئاب عليكم معها المعاول للشباب تطيح
ليست أمور الدين بعض مسائل محفوظة بين السطور تلوح
عصر الجهاد لكل باغ فاسق بوسائل العصر الحديث لحوح
كونوا كمثل الباز في إخلاصه داوى المريض كأنه المجروح
ويساعد الملهوف عند مصابه الله أكبر إن ذاك فتوح
وبمنهج السلف الكرام تمسكوا لا يرعويكم جاهل وقبيح
هذا الذي جعل ابن باز أمة فبذا ينال العز، والترجيح
هذا الذي حاز المكارم كلها في كل وقت بابه مفتوح
وإذا أراد المرء ديناً أو رنا لمناصب فبلمحة سيطيح
يا ربنا اجمع شملنا في جنة الكل فيها هانئ ونجيح
يا ربنا هب أمتي خلفًا له أنت العزاء لمن فداه الروح[1]
  1.  الإنجاز في ترجمة ابن باز لعبدالرحمن بن يوسف الرحمه (494).