أقول الحق حسب طاقتي

قال عبد الله بن صالح العبيلان: "الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - كان متميِّزًا عن غيره في طريقة النصح، وفي الرد على المخالِفين له، وكنتُ سألته مرة في أحد مجالسه العامرة، حيثُ قلتُ له: إن كثيرًا من المختلفين الجميع يودون سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، نريد ما هو السبب في ذلك؟ ما هو الأمر الذي فتحه الله على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حتى جعل له مودة في قلوبهم؟
فأجاب - رحمه الله: لا أعلم شيئًا إلا أني - بحمد الله - منذ عرفت الحق في شبابي وأنا أدعو إليه، وأصبر على الأذى في ذلك، ولا أحابي في ذلك أحدًا، ولا أداهن في ذلك أحدًا، أقول الحق وأصبر على الأذى، فإن قبل فالحمد لله، وإن لم يقبل فالحمد لله. هذا هو الطريق الذي رسمته لنفسي مشافهة ومكاتبة، قَبِلَهُ مَن قبله، ورَدَّهُ مَن رَدَّه، ما دمت على بصيرة، ما دمت على علم فيما أعتقد، فأنا أقول وإن خالفني مَن خالفني من الناس فلهم اجتهادهم، والله - جَلَّ وعلا - يعطي المجتهِد أجرين إن أصاب، وأجرًا واحدًا إن أخطأ، فلا أعلم سببًا إلا هذا السبب، إني أقول الحق - بحمد الله - حسب طاقتي، وأنشره قولًا وعملًا، ولا أعتب ولا أوذي إذا قدرت، بل أدعو له بالتوفيق والهداية. هذا هو طريقي مع الملوك ومع غير الملوك". [1]
  1. [مواقف مضيئة في حياة الإمام عبد العزيز ابن باز، حمود بن عبد الله المطر، دار الوطن، الطبعة الأولى، 1420هـ، ص: 25-26]