وحذرني من مزالق ابن حزم

قال أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري: "وفي الأسئلة التحريرية النهائية كانت أجوبتي مخزية في مادة الحديث التي يدرسها، وكنت أغطي جهلي بالتقعُّر والتفلسف، ونجحتُ في المادة نجاحًا على غير ما ينبغي وعلم من أهل الخير أن تلك أجوبتي، فاشتد فيما بعد حزنه وتقريعه، ولم يرتح إليَّ إلا منذ عام 1406هـ تقريبًا، عندما أقلعت عن خزعبلات الفن، وأَذِن لي بخطاب رسمي بتدريس صحيح البخاري في مسجد سلطانة، وإنما أراد -رحمه الله- جَرِّي إلى الحديث وعلومه، واشترط البعد عن الظاهرية، وقال لي: إنه قرأ في المحلى أول ما نشر؛ ثم هجره لِمَا فيه من حدة وعنف.
ومن الشباب أهل الخير -وأعرفه باسمه ورسمه- مَن بلغه أنني كتبت على باب منزلي (دارة ابن حزم)، وعلى الآخر (دارة داوود)، فقال: يقال إنك كتبت كذا وكذا؟ فقلتُ: نعم، أنا ظاهري بأصول فكرية ولغوية، وهذان من أئمة المسلمين، ولا يعني ذلك أنني تابع لابن حزم في أغلاطه الفقهية والعقيدية؛ فسُرَّ - رحمه الله - بذلك، وحذرني من مزالق ابن حزم وعلماء الكلام، وأوصاني بكُتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية". [1]
  1. [مواقف مضيئة في حياة الإمام عبد العزيز ابن باز، حمود بن عبد الله المطر، دار الوطن، الطبعة الأولى، 1420هـ، ص: 205-206].