رحمك الله يا والد الجميع

جلوي بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود
قال تعالى: وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ۝ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ  [البقرة: 155-156].
خلق الله الكون دنيا وآخرة، وحياة وموتاً.. هكذا منذ أن أراد الله للكون أن يكون، ولكن البشر يختلفون في منازلهم الدنيوية والدينية في الدنيا والآخرة، فترى إذا ما مات أحد إلتفتت الأعناق جميعها، وذرفت الأعين أدمعها، وهاجت الدنيا، والبعض إذا قضى نحبه من الحياة ومات فكأن شيئًا لم يحدث.
ووالدنا وفقيدنا الشيخ ابن باز - رحمه الله - أراد الله له في هذه الحياة أن يكون من فئة البشر الذين إذا ماتوا رجفت القلوب، وذرفت الأدمع، فلقد فجعنا بك يا والدنا، ورجفت قلوبنا وذرفت أدمعنا، فرحمك الله يا والد الجميع، وأسكنك فسيح جناته، فلم يفقدك ذووك فحسب، ولكن فقدتك الأمة الإسلامية قاطبة في كافة أرجاء المعمورة، وهم في أمس الحاجة إلى علمك الراشد.
وفقدتك عشرات الملايين من المسلمين في الأرجاء النائية من المعمورة، وهم في أمس الحاجة للاهتداء للحق المبين وبالسنة النبوية في زمان كادت ظلمات الجهل فيه أن تطبق عليه، رغم أننا على أعتاب القرن الحادي والعشرين، فجزاك الله خيرًا عما قدمته للمسلمين والإسلام، وإلى رحمة الله إن شاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.[1]
  1. جريدة الجزيرة، الإثنين 2 صفر 1420هـ.