وفي كفِّ هذا الشيخ بيض الصنائع

وفي كفِّ هذا الشيخ بيض الصنائع
إليك إله العرش أشكو مواجعي وترسل أرتال الدماء مدامعي
قصرت على الأحزان أيام غُربتي فيا سلوة الأحزان هذي مرابعي
أطوف بيوت الناس سؤلًا على الملا أحقًّا ممات الشيخ؟ أبكيت سامعي
عزفت على الأيام عن كل نومةٍ وأشعلت أحزانًا أقضَّتْ مضاجعي
على الشيخ فليسخ القصيد ومُهجتي تقطعها الأنباءُ حمر الفجائع
بكيت وما في النفس ريب لعاذل وأبكيه دومًا في عداد المجامع
تُنازعني نفسي لعلي أسوقها فتبكي إلى اللّقيا صريع القرائع
كأني به يسعى لتقديم راحةٍ يُصافح أملاك السَّماء النواصع
تُبشره الأملاك أهنى بشارةٍ تلذّ لها الأسماع من كل قائع
أهذا لقاء اليوم؟ أنعم مسيركم وميلاد جنات الرّضى للمسارع
تبسم جذلانًا بميعاد ربِّه وبادر أنفاسًا بهمة طامع
يُنازع كأس الموت يا طيب نفسه فنفسي فداء الشيخ من كلِّ نازع
بأيديه كم كانت إلى الناس رحمة تقدم أفضالًا بكفٍّ مسارع
وإن عجزت يمنى فأخرى تُعينها وفي كفِّ هذا الشيخ بيضُ الصنائع
لقد جمع الإحسانَ وصفًا وصبغةً فغار له الإحسان يُذكي مدامعي
ومَن تكن الحسنى جميع شؤونه فأكرم به شهمًا ندي الطبائع
يبيت على الآيات يذكر ربه يُردد آيات الوعيد القوارع
ويستلهم الآيات ذكرًا وغايةً يُسامر آيات الجنان الجوامع
علوم وأعلام جميع حديثه إلى العلم والإرشاد يُثجي مسامعي
إذا حدَّث الأقوام: قد قال مالك تصيخ له الآذان من كلِّ سامع
عليك سلام الله أزكى سلامه وقد خضت أجداثًا بنية راجع[1]
  1. صحيفة الرياض، عدد (11291)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1686- 1688).