وحملت الأمانة العظيمة

محمد عبدالله اللحيدان
قيل: مات شيخ الإسلام فمادت تحت أقدامنا أراضون سبع
لولا إيمان أنَّ ذلك حق وبأن بعد موتنا لنا رجع
لهلكنا أسى وحقّ فإنَّ المصاب بالدين صدع
مشعل طالما أنار قلوبًا فصحت وكنا من قبل هجع
قد حوى التّبر لو أراد ولكن همه في السّماء أصل وفرع
وارث الأنبياء حلم وعلم واصطبار على العداء وقطع
مطرًا ينعت بفضل من الله جنات منه وزرع
وآت أكلها كل حينٍ وارتفا من بذله الخير دمع
حوزة الدين كم حرستها دهرًا أنت دون الكائدين ليث ومنع
ولقد كنتَ دون العداة سياجًا فانجلى عنا شعوذات وبدع
وإذا الشيخ في كل بيتٍ شيد للدين أعمد سبع
وحملت الأمانة العظيمة عمرًا ثم أسلمتها وهي عزّ ونفع
لنجوم تُضيء كل سماءٍ تهدي الناسَ للفلاح وتدعو
آية يا شيخ أن سهرت ليال فلك الراحة الهنيئة نجح
أو تكن شغلت خوف معادٍ فهنيئًا لك اليوم هجع
أو تركت أهلًا وصحبًا كرامًا فهنيئًا لك الملائك ربع
إنَّ للفارس المجاهد تسعين عامًا في الله كم ثار نقع
وأعاض المسلمين عنه رجالًا ليس يُلهيهم عنه لهو وبيع
لو بأيدينا لافتدتك نفوسٌ ولكن قدر الله ما له اليوم دفع
فله الحمد منا احتسابًا وصبرًا إنا لله الذي إليه نشر ورجع
كل حيٍّ على المنية غادٍ إنما الشيخ حقّ للنفس جزع[1]
  1. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1876- 1878).