هذا هو حكم الله في خلقه

سعد بن عبدالله أحمد المليص
رئيس النادي الأدبي بمنطقة الباحة
 
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ [آل عمران:145].
كتب الله على هذه الأمة الإسلامية بانتزاع علمائها من وراء ظهورها وهي ترفل في دنياها غير آبهة بآخرتها إلا من رحم الله، فهذا شيخنا وأستاذنا حبر القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري، العالم العلامة، والقدوة الفهامة، الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، الزاهد في دنيانا وحطامها؛ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس ادارة البحوث العلمية والافتاء، يودعنا من هذه الدنيا الفانية ويلحق بالرفيق الأعلى صباح الخميس 1420/1/27هـ وهو راض بلقاء ربه والأمة الإسلامية راضية عنه كل الرضا، فأحسن الله عزاءنا وقيادتنا السلفية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، والأسرة السعودية، والشعب السعودي، وذوي الفقيد، وطلبته، والأمة الإسلامية، وجعله الله في موازين حسنات الأمة السعودية والإسلامية.
وعزاؤنا في هذا المصاب الجلل احتساب هذا الخطب الجسيم في جانب الله ليجمعنا الله وإياه بفضله في دار كرامته في معية المصطفى ﷺ كما وعدنا الله بقوله تعالى في الحديث القدسي: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم أحتسبه إلا الجنة، كما رواه أبو هريرة عن المصطفى ﷺ.
فرحم الله شيخنا وأستاذنا، وأجزل له الأجر والثواب لما قدمه للأمة الإسلامية والشعب السعودي وقيادته وطلبة العلم والمعرفة من النصح والحرص على مصلحة الفرد والجماعة الدينية والدنيوية، النابع من إخلاصه لدينه وأمته وولاة الأمر ووطنه، وإنا على فراقك يا أبا عبدالله لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم[1].
  1. جريدة الجزيرة، الإثنين 2 صفر 1420هـ .