الشيخ صالح اللحيدان

يقول الشيخ صالح اللحيدان - عضو هيئة كبار العلماء:
"إن العالم الإسلامي فُجع بوفاة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة، إلا أن ذلك قضاء الله، ولا رادَّ لقضائه، وكل نفس ذائقة الموت ..
لقد كان شيخنا في غالب أوقات الدراسة، وأستاذنا في المعهد والكلية ومعهد القضاء العالي، وهو أكثر الناس خلقًا وأدبًا وحبًّا ورأفةً بالناس، وحبًّا للإحسان، كان يُذكرنا بما نقرأ من سير العلماء المتقدمين، باذلًا نفسه وجاهه وماله، محسنًا في أموره كلها ..
لقد كان واسع المعرفة، واسع الاطلاع في الحديث وعلومه ورجاله، وفي الفقه والتفسير، حسن ديباجة الكلام، جزل العبارة، إذا تحدَّث يُقدم الأدلة كأنها على طرف لسانه، سريع الاستدلال من القرآن والسنة، يكاد يأتي على أدلة الموضوع الواحد دون تردد في تفسير أو تأمل، وهو إمام في الحديث وعلومه، عالم في التفسير والفقه ..
لقد كان يُدافع عن الأفغان، ويتأثر لاختلافهم، ويضيق صدره بحوادث الصومال، ويتألم بما يحدث للعالم الإسلامي من ضائقةٍ وسوءٍ، يهتم بمشاكل المسلمين في أوروبا، ويسعى لنشر الدعاة في العالم، وهناك أعداد كبيرة من الدعاة في أستراليا وغيرها تُصرف مرتباتهم عن طريقه - رحمه الله - كما كان يُطبع عن طريقه كثيرٌ من الكتب من أموال المحبين للخير من أمراء وتجار". [1]
 
  1. مجلة الدعوة، عدد (9725)، بواسطة: رثاء الأنام لفقيد الإسلام، لإبراهيم المحمود (21-23)، إمام العصر، لناصر الزهراني (160،159).