الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ:
"إن فقدان ورحيل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مصاب جلل، وعظيم ألم بالأمة الإسلامية عامَّة وهذه الديار خاصَّة؛ لما لسماحته - رحمه الله، ورفع درجته - من مكانةٍ في قلوب الجميع، سواء ولاة أمرنا الذين يكنون له كل تقدير واحترام وعرفان؛ لجهاده وفضله، أو للعلماء وطلبة العلم الذين تتلمذوا على يده، أو عامة الناس الذين لا يخلو مجلسه منهم صباحًا ومساءً، سواء من داخل المملكة أو خارجها.
وإن الألم بفقدان سماحته لا يختص بفئة معينة، بل أصيب به الجميع على اختلاف طبقاتهم، ولا نحصي من اتصل وهو يبكي ويحتسب ويسأل الله أن يعوض الأمة فيه خير خلف.
ولا ننسى أن هذا العالم الجليل ذا المقام الصدق عاش مع الناس فترات طويلة بلباسهم ولغتهم، ولكن قلبه وروحه شابهت المثقفين الأوائل، فعاش عيشة روحانية كالتي نقرأها في سيرة الأخيار والأبرار، كما أنه تميز بقوة تمثيله لمنهج السلف الصالح في الدعوة والعلم ورعاية المصالح ودرء المفاسد.
إضافة إلى مواقفه الواضحة والداعية والناصحة في الولاية الشرعية منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى عهد خادم الحرمين الشريفين، وآخرها موقفه في أزمة الخليج، وهذا هو الواجب على العلماء والدعاة، وأن تكون رعايتهم للصالح العام وائتلاف الناس وعدم الفرقة بين الناس وولايتهم.
وكذلك كان سماحة الفقيد في حياته مع نصحه للراعي بالطريقة الشرعية، ويجمع الجميع أن الفقيد الراحل مصاب جلل، ومن أعظم ما أصاب ولاة الأمر والناس أجمعين.
وإن الجميع صغارًا وكبارًا تأثروا بعلمه وشفاعته وحسناته وفقده، لا يختص ببلدٍ دون الآخر، وأسأل المولى أن يرفع درجة سماحته، ويجزيه خير الجزاء لقاء ما بذل طوال عمره، وأن يُبارك في عقبه، ويتغمده بواسع رحمته، ويُسكنه فسيح جناته، ويُلهم أهله وذويه وأمته الصبر والسّلوان". [1]
 
  1. مجلة الدعوة، عدد (9725)، بواسطة: إمام العصر، لناصر الزهراني (160-162)، سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (466،465/1).