الشيخ عبدالمجيد الزنداني

يصف الشيخ عبدالمجيد الزنداني - رئيس جامعة الإيمان باليمن - الشيخ ابن باز بأنه:
"كان صمام أمان في المجتمع الإسلامي، جبل من جبال العلم هوى، فنعزي أنفسنا والمسلمين، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يجعله مع الصديقين والصالحين.
أعتقد أن الشيخ ابن باز كان صمام أمان بين أبناء المجتمع، يضبط الفتوى، ويثق الناس في فتواه، حيث كان يبتغي بفتواه وجه الله، لا ينحاز إلى فئةٍ أو دولةٍ أو طائفةٍ أو هوى، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا.
وكان - رحمه الله - إذا حضر مؤتمرًا كان النجم اللامع الذي يقود دفة سير المناقشات في تلك المؤتمرات بعلم وحكمة وسداد رأي ..
وكان - رحمه الله - من المتحمسين لهيئة الإعجاز العلمي والداعمين لها، وكان ينتدبني للإصلاح بين المجاهدين الأفغان، ولما سمع أننا قمنا بإنشاء جامعة الإيمان أرسل إلينا رسالة يُشجعنا فيها على المضي في ذلك، ويقول إنه يُسعده أن يُعاون ويدعم الجامعة.
ومن أبرز صفاته أنه كان عالمًا وثيق الصلة بالعلم، وكثير العمل، وكثير الذكر والعبادة، وهي صفات قلَّ أن تجتمع في رجلٍ، وكان شجاعًا في الحق، ولكن في لينٍ، لا تأخذه الانفعالات .. تجمله الشريعة والدليل، ولقد ناقشته مع الشيخ عبدالوهاب الديلمي في فتوى أصدرها، وتراجع عنها بعد أن أتيناه بالدليل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكتب أخرى.
وهو سهل قريب مع البسطاء والمساكين، يقضي حاجاتهم، ويُدافع عنهم، ويرعى أسرهم، ولكنه لا يتنازل في دينه قيد شعرة - نحسبه كذلك - .. وإن وقع - رحمه الله - في أمر في خطأ فإنما مرد ذلك للضعف البشري، لا لسوء القصد، وكان شديد التمسك بمنهج السلف، بصيرًا بواقع أمته، وإمامًا من أئمة المسلمين". [1]
وقال أيضًا: "إن الشيخ ابن باز - رحمه الله - يُعدّ من أعلم من عرفنا في عصرنا علمًا وعملًا وتقوى، ونسأل الله أن يأجر الأمة في مصابها، فلقد كان من الرجال الذين تمسكوا بهدي القرآن والسنة، ويعرفون مناطق الضعف في أحوال الأمة، ويُجيد الوسيلة الحكيمة لتقديم النصح، وعدم التفريط في حقٍّ، أو التقصير في نصح الأفراد والجماعات والهيئات.
لقد عشتُ معه فترةً من الزمن في مؤتمرات وندوات علمية دولية، فكان نجمًا ساطعًا في كل تلك الملتقيات، ولقد صحبته يومًا وأنا في عزِّ شبابي من الصباح إلى المساء، فما جاء المساء إلا وقد تعبتُ وأنا الشاب، ولكن ما رأيتُ عليه آثار التعب الذي كنتُ أحسّ به.
فقد كان يقضي حوائج الناس، ويرد على أسئلة المستفسرين في مكتبه، وهو يتنقل من غرفةٍ إلى غرفةٍ، ويُكمل بقية العمل في السيارة، فوقته كله قدَّمه لدينه ولأمته.
لقد عرفتُه يقف وراء هيئة الإعجاز العلمي، ويُقدم لها الدعم الأدبي، ويُشجعها على ارتياد آفاق العلوم الحديثة، وتقديم معجزات القرآن والسنة، وكان لا ينصرف عمَّن يتحدث إليه، ولا يحقر مسلمًا، ولا يهاب صاحب جاهٍ، ولكن يُنزل الناس منازلهم". [2]
 
  1. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (428/1-429).
  2. مجلة الدعوة، عدد (9725)، بواسطة: رثاء الأنام لفقيد الإسلام، لإبراهيم المحمود (39،38).