قصيدة الدكتور يوسف أبو هلالة

أقول والبِشر في جنبي محتدم يا من للقياك هذا الحشد يبتسم
يا ذروة من فخار لا تطاولها مطامح في حلوق الخلق ترتسم
عفت سعودي وقد حز النوى كبدي رحماك يا رب أضنى خافقي السقم
ماذا أقول وسوط البعد يلهبني وقد توقد من فرط الأسى الألم؟
وما الذي أنا مستطيع كتابته؟ وهل سيوفيك ما قد يكتب القلم؟
ومكرماتك أعيت من يعددها هيهات يقوى على نضح العباب فم
قلوبنا ملئت من نقلكم أسفا فهل تعود بها الآمال تنتظم؟
لنا برغم النوى يا شيخنا أمل بأن تعود لهذا الحصن تستلم
وأن تظل لركب العلم قائده فتهنأ العرب في لقياك والعجم
تهفو إليك قلوب المؤمنين كما يحن شوقا إلى أنوارك الحرم
مرحى إمام الهدى مرحى دعامته إن شذَّ مرتكس أو طاش منتقم
عاديت في الله "بورقيبه" وباطله وفوق هامته داست لك القَدَم
وما غررت بأصنام مسخرة رجت لها الأرض أو هامت بها الأمم
فهم على الشعب آساد جبابرة وهم مع الخصم عبدان له خدم
لما دعاة الهدى في "مقديشو" حرقوا ما كان صوتك يا مقدام يكتم
يا ناشدين المعالي من مكاتبكم درب العلا الدم ما درب العلا الكلم
بالقول لن يرجع العادون ما سلبوا وبالبكا لا يرد الغنم مغتنم
عار على المرء أن يُحتل مسكنه وأن يجور عليه الخصم والحكم
وقلبه بضروب اللهو مرتهن ونفسه لرغيد العيش تلتهم
يا أمة رثت الدنيا لذاتها وراح ينحر في أمجادها قزم
فرت من الموت حتى لا يصادمها فصادمت محنا عنها نأى العدم
تسير في لجج الأنواء ماخرة مذعورة بحبال الوهم تعتصم
والخائنون قد اقتادوا أزمتها وشعبها بين أشداق الأذى لقم
قد كتفوه على قول بلا عمل وسمروه وسيف الحقد مصطلم
إن واعدوا كذبوا أو عاهدوا غدروا أو خططوا فشلوا أو حاربوا هُزموا
خافوا على العار أن يُمحى فكان لهم سلم رخيص مع الأعداء لا سلموا
يقدمون إلى "فورد" نساءهم فالطهر مطرح والفسق محترم
قد آن للحق أن تدوى مدافعه حتى تبيد وكور المجرم الحمم
"عبدالعزيز" لأنت الفخر منتصب وأنت للجود سيل زاخر عرم
ولو همومك حطت في ذرى علَم على صلابته لم يثبت العلَم
يا من إذا راعت الإسلام مسغبة وقام يدعو الأباة الصيد أين هم؟
محضته الخير حتى قيل لا كذبا إلى عطائك هذا ينتهي الكرم
لسوف أذكر طول العمر أمسية يرن في القلب من أصدائها نغم
بها جلست لنا حتى تحدثنا قولا يعيه الذي في سمعه صمم
تقول يا إخوة الإسلام لا تهنوا ولا تبالوا بما أهل الخنا زعموا
فنحن في شرعة الهادي لنا شرف وصفنا مثل حب العقد منتظم
وربنا الله والمختار قائدنا وبالجهاد ذرى العلياء نستن
يا إخوة الدين ما فوز بلا تعب مهر النجاح عناء مرهق ودم[1]
  1. الإنجاز في ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن باز ليوسف بن عبدالرحمن الرحمه، (329-331).