| أقول والبِشر في جنبي محتدم |
يا من للقياك هذا الحشد يبتسم |
| يا ذروة من فخار لا تطاولها |
مطامح في حلوق الخلق ترتسم |
| عفت سعودي وقد حز النوى كبدي |
رحماك يا رب أضنى خافقي السقم |
| ماذا أقول وسوط البعد يلهبني |
وقد توقد من فرط الأسى الألم؟ |
| وما الذي أنا مستطيع كتابته؟ |
وهل سيوفيك ما قد يكتب القلم؟ |
| ومكرماتك أعيت من يعددها |
هيهات يقوى على نضح العباب فم |
| قلوبنا ملئت من نقلكم أسفا |
فهل تعود بها الآمال تنتظم؟ |
| لنا برغم النوى يا شيخنا أمل |
بأن تعود لهذا الحصن تستلم |
| وأن تظل لركب العلم قائده |
فتهنأ العرب في لقياك والعجم |
| تهفو إليك قلوب المؤمنين كما |
يحن شوقا إلى أنوارك الحرم |
| مرحى إمام الهدى مرحى دعامته |
إن شذَّ مرتكس أو طاش منتقم |
| عاديت في الله "بورقيبه" وباطله |
وفوق هامته داست لك القَدَم |
| وما غررت بأصنام مسخرة |
رجت لها الأرض أو هامت بها الأمم |
| فهم على الشعب آساد جبابرة |
وهم مع الخصم عبدان له خدم |
| لما دعاة الهدى في "مقديشو" حرقوا |
ما كان صوتك يا مقدام يكتم |
| يا ناشدين المعالي من مكاتبكم |
درب العلا الدم ما درب العلا الكلم |
| بالقول لن يرجع العادون ما سلبوا |
وبالبكا لا يرد الغنم مغتنم |
| عار على المرء أن يُحتل مسكنه |
وأن يجور عليه الخصم والحكم |
| وقلبه بضروب اللهو مرتهن |
ونفسه لرغيد العيش تلتهم |
| يا أمة رثت الدنيا لذاتها |
وراح ينحر في أمجادها قزم |
| فرت من الموت حتى لا يصادمها |
فصادمت محنا عنها نأى العدم |
| تسير في لجج الأنواء ماخرة |
مذعورة بحبال الوهم تعتصم |
| والخائنون قد اقتادوا أزمتها |
وشعبها بين أشداق الأذى لقم |
| قد كتفوه على قول بلا عمل |
وسمروه وسيف الحقد مصطلم |
| إن واعدوا كذبوا أو عاهدوا غدروا |
أو خططوا فشلوا أو حاربوا هُزموا |
| خافوا على العار أن يُمحى فكان لهم |
سلم رخيص مع الأعداء لا سلموا |
| يقدمون إلى "فورد" نساءهم |
فالطهر مطرح والفسق محترم |
| قد آن للحق أن تدوى مدافعه |
حتى تبيد وكور المجرم الحمم |
| "عبدالعزيز" لأنت الفخر منتصب |
وأنت للجود سيل زاخر عرم |
| ولو همومك حطت في ذرى علَم |
على صلابته لم يثبت العلَم |
| يا من إذا راعت الإسلام مسغبة |
وقام يدعو الأباة الصيد أين هم؟ |
| محضته الخير حتى قيل لا كذبا |
إلى عطائك هذا ينتهي الكرم |
| لسوف أذكر طول العمر أمسية |
يرن في القلب من أصدائها نغم |
| بها جلست لنا حتى تحدثنا |
قولا يعيه الذي في سمعه صمم |
| تقول يا إخوة الإسلام لا تهنوا |
ولا تبالوا بما أهل الخنا زعموا |
| فنحن في شرعة الهادي لنا شرف |
وصفنا مثل حب العقد منتظم |
| وربنا الله والمختار قائدنا |
وبالجهاد ذرى العلياء نستن |
| يا إخوة الدين ما فوز بلا تعب |
مهر النجاح عناء مرهق ودم |