قصيدة الشيخ عائض القرني

قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي فقمت أنشد أشواقي وألطافي
لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا فهو الغفور لزلاتي وإسرافي
عفوا لك الله قد أحببت طلعتكم لأنها ذكرتني سير أسلافي
والمدح يا والدي في غيركم كذب لأنكم لفؤادي بلسم شافي
يا دمع حسبك بخلا لا تجود لمن أجرى الدموع كمثل الوابل السافي
يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي
أغراهم المال والدنيا تجاذبهم ما بين منتعل منهم ومن حافي
مجالس اللغو ذكراهم وروضتهم أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي
وأنت جالست أهل العلم فانتظمت لك المعالي ولم تولع بإرجاف
بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطل في إشراقه الضافي
تشفى بفتياك جهلا مطبقا وترى من دقة الفهم درا غير أصداف
تهوى الدليل فلا رأي ولا هذر وما اعتمادك قول المذهب الطافي
فعلمك الوحي لا من علم حضرته رأي الرجال ومن كاف وكشاف
أقبلت في ثوب زهد تاركا حللا منسوجة لطفيلي وملحاف
تعيش عيشة أهل الزهد من سلف لا ترتضي عيش أوغاد وأجلاف
فأنت فينا غريب الدار مرتحل من بعد ما جئت للدنيا بتطواف
سر يا أبي واترك الدنيا لعاشقها في ذمة الله فهو الحافظ الكافي
أراك كالضوء تجري في محاجرنا فلا تراك عيون الأغلف الجافي
كالشدو تملك أشواقي وتأسرها في نغمة الوحي من طه ومن قاف
ما أنصفتك القوافي وهي عاجزة وعذرها أنها في عصر أنصاف
يكفي محياك أن القلب يعمره من حبكم والدي أضعاف أضعاف
يفديك من جعل الدنيا رسالته من كل أشكاله تفدى بآلاف[1]
  1. الإنجاز في ترجمة الشيخ عبد العزيز بن باز، يوسف بن عبد الرحمن الرحمة (333).