افرحي يا سماء

أحمد الفيفي
جاءكِ الشيخ فافرحي يا سماء واستنيري بنوره يا ضياء
ثم صبي دموع مزنك حزنًا فدموع الوداع منك هناء
واسكبي الدمع لا بكاءَ عليه بل علينا إذ حلَّ فينا العناء
واجعلي الرعد للجموع نواحًا وصياحًا لعل فيه العزاء
أرسليها سحائبًا تتجلى ربما ترتوي الجموع الظماء
واقبلي الشيخ والملائكُ تدعو ووجوه لها ببشر وضاء
فرحت باللقاء شوقًا وحبًّا رحبت ثم طاب ذلك اللقاء
إن بكينا فهل بكاؤك يُجدي؟ إن سكتنا متى يكون البكاء؟
قد فُجعنا والخطب فينا عظيم أَمْتِحَانٌ أصابنا أم بلاء؟
أي هول أصابنا؟ أي خطب فادح .. والممات فيه انتهاء؟
بات أهلُ العلوم يطوون طيًّا في زمان للجهل فيه بقاء
يا ابن باز أما رأيت جموعًا ساقها للوداع ذاك الحداء؟
هل رأيت الجموع تبكي عليكم وبمجرى الدموع تجري الدماء؟
هل سمعت الأنين من حول نعش جذبته لرأسها العلياء؟
كتم الجمع حرقة وشجونًا وبدوا خُشَّعًا بفقدك ناؤوا
دأبهم في الخشوع في يوم درس جئتَ تلقيه والدروس عطاء
خاتمات الدروس درس أخير لوداع وصفحة بيضاء
دائمًا يُنصتون قولك حقّ دائمًا يسمعون أنت النداء
ابكِ يا علمُ يا فقيرُ أنيسًا ابكِ يا كونُ فقده يا فضاء
يا وداعًا ومَن يُطيق وداعًا؟ ووداع الجليل حقًّا بلاء[1]
  1. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1433- 1435).