كم من علومٍ سعى في كشف غامضها
أحمد بن عبدالرحمن المانع
| يا عين فابكي بدمع دائم جارِ | على فقيدٍ أريبٍ عامر الدار |
| هو الإمام الهمام الثبت ذو خلقٍ | عبد العزيز بن باز مرشد الساري |
| في يوم سبع وعشرين اختفى قمرٌ | أزال سحبًا من الظّلما بأنوار |
| كم من كتابٍ عظيم النفع طوقه | قلادة من أساليب وأفكار |
| ومحفل بزَّ فيه الجمع مؤتلفًا | يغوص في لجج الفتوى بإبحار |
| كم من علوم سعى في كشف غامضها | ومبهمات عيى عن فهمها القاري |
| ومن بحوثٍ لأمر الدين محكمة | موثقات بآيات وآثار |
| علم وحلم هما صنوان قد جمعا | في شخصه من عطاء الخالق الباري |
| والعلم إن لم يزين ربه خلق | وطاعة فهو بئس الزاد للشاري |
| إن أنسى لا أنسَ أيامًا سعدتُ بها | بفيض علم كحلو الماء مدرار |
| في معهد العلم في أرض النبوة كم | أثرى المحافل من علم وأسرار |
| وصار فيها يصول الدهر مجتهدًا | لقمع خصم بسيف الحق بتار |
| الله أكرمه بالسعي في طلب | لعلم شرعٍ علي الشأن مختار |
| وعاضه عن بصير العين ذاكرة | يقول بالقلب لا بالعين أبصاري |
| فبات ينأى عن الدنيا وزخرفها | وعاجل من لذيذ العيش غرار |
| فنعم يا قوم نعم الإتجار بما | يطهر النفس من غلٍّ وأوضار |
| هي التجارة مع ربّ العباد فما | أغلى التجارة تحمي العبد من نار |
| ا رب فاجعل جنان الخلد مسكنه | مع رفقة اليمن من صحبٍ وأخيار |
| يا ربنا يا عظيم القدر منزلة | تجود فيها بأفضال وإيثار |
| وأعظم الأجر للخلق الأُلى فُجعوا | بهدم طود من الأعلام حدار |
| وعوّض الأمة العطشى إلى مثل | من الأمانة مع صدقٍ بأخبار |
| وصلِّ ربي على المختار سيدنا | ما فاض مزن على الدنيا بأمطار[1] |
- مجلة الدعوة، عدد (1694)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1415- 1417).