موقفه من الطعن في القرآن والسخرية من النبي صلى الله عليه وسلم

نشرت صحيفة (الشهاب) اللبنانية في عدد 23 ربيع الأول سنة 1394هـ، كلمة ألقاها أحد المسؤولين في مؤتمر عقد للمدرسين والمربين، حول الثقافة الذاتية والوعي القومي، وتتضمن هذه الكلمة شيئًا من الطعن في القرآن الكريم، واتهامه بالتناقض وادعاء أنَّ القصص القرآني يحمل شيئًا من الخرافات، كقصة أصحاب الكهف وقصة عصى موسى، كما وصفت النبي ﷺ بما لا يليق به. [1]
 وعندما وصل إلى الشيخ خبر هذه الكلمة وما جاء فيها؛ بادر بإرسال برقية لهذا المسؤول، وكان مما جاء فيها:
"لقد نشرت صحيفة (الشهاب) بعدد 23 ربيع الأول سنة 1394هـ حديثًا نسب إليكم غاية في الخطورة، يتضمن الطعن في القرآن الكريم بالتناقض، والاشتمال على الخرافات، والطعن في مقام الرسالة المحمدية العظيم، وقد أزعج ذلك المسلمين واستنكروه غاية الاستنكار، فإن كان ذلك صدر منكم فالواجب شرعًا المبادرة إلى التوبة النصوح منه، وإعلانها بطرق الإعلان الرسمية وإلا وجب إعلان بيان رسمي صريح بتكذيبه، واعتقاد خلافه كي يطمئن المسلمون، وتهدأ ثائرتهم، من هذه التصريحات الخطيرة...". [2]
لكن هذا المسؤول لم يستجب، فقام الشيخ بإرسال برقية أخرى بمعاونة عددٍ من المشايخ وهم: الشيخ حسنين محمد مخلوف، والشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، والشيخ أبي بكر محمود جومي، والشيخ محمد أمين المصري، وذلك بتاريخ 16 /4/1394هـ ، وكان مما جاء فيها:
"نسبت إليكم صحيفة (الشهاب) بعددها الصادر بتاريخ 23 ربيع الأول تصريحات مكفرة، لما فيها من الطعن في القرآن الكريم، والمصطفى ﷺ، ودعوتكم لرجال التعليم لنشرها بين الطلاب. فإن كنتم قد اقترفتموها، فالواجب عليكم المبادرة إلى التوبة والعودة إلى الإسلام، وإلا وجب عليكم المبادرة إلى التكذيب الصريح، ونشره في العالم بجميع وسائل النشر، وإعلان عقيدتكم الإسلامية الصحيحة في الله تعالى وكتابه ورسوله، تبرئة من الكفر، وتسكينًا للفتن، وتطمينًا للمسلمين في سائر الدول، وإن عدم التكذيب دليل على الإصرار على الردة، ومثار فتن لا يعلم عواقبها إلا رب العالمين، تحمل وزرها ووزر من يرتكس فيها إلى يوم الدين ... إلى آخر كلامه -رحمه الله". [3]
  1. مجموع فتاوى ابن باز، محمد بن سعد الشويعر (83:82/1).
  2. المصدر السابق: (84/1)
  3. المصدر السابق: (85/1).