موقفه من الأحزاب الشيوعية والإلحادية

لم تنته مواقف الشيخ وجهوده عند ما ذكرناه، إنما ظهرت مواقف عظيمة للشيخ تجاه التيارات الإلحادية والأحزاب الشيوعية التي ظهرت في عصره، فكان كثيرًا ما يحذر المسلمين منها ويبين عوارها وخطورتها ومدي تناقضها مع صحيح العقيدة، ومن ذلك نقد سماحته لحزب البعث العراقي واتهام أنصاره بالوقوع في الكفر إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى الله.
 كما تعرض سماحته لنقد الاشتراكية، وبين مخالفتها لما جاء به الكتاب والسنة، وكذلك تعرض لنقد الشيوعية والعلمانية وغيرها من التيارات الهدامة التي ظهرت في عصره، وانخدع الناس بدعواتها الكاذبة.
ومن ذلك قول سماحته: "معلوم عن حزب البعث والشيوعية وجميع النحل الملحدة المنابذة للإسلام كالعلمانية وغيرها كلها ضد الإسلام وأهلها أكفر من اليهود والنصارى؛ لأن اليهود والنصارى تباح ذبائحهم ويباح طعامهم ونساؤهم المحصنات، والملاحدة لا يحل طعامهم ولا نساؤهم، وهكذا عبَّاد الأوثان من جنسهم لا تباح نساؤهم، ولا يباح طعامهم، فكل ملحدٍ لا يؤمن بالإسلام هو شرٌّ من اليهود والنصارى، فالبعثيون والعلمانيون الذين ينبذون الإسلام وراء الظهر ويريدون غير الإسلام، وهكذا من يسمون بالشيوعيين ويسمون بالاشتراكيين، كل النحل الملحدة التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر يكون كفرهم وشرهم أكفر من اليهود والنصارى، وهكذا عباد الأوثان وعباد القبور وعباد الأشجار والأحجار أكفر من اليهود والنصارى، ولهذا ميز الله أحكامهم، وإن اجتمعوا في الكفر والضلال ومصيرهم النار جميعا لكنهم متفاوتون في الكفر والضلال، وإن جمعهم الكفر والضلال فمصيرهم إلى النار إذا ماتوا على ذلك". [1]
 
  1. مجموع فتاوي ابن باز، محمد بن سعد الشويعر (85/6).