رحيل الكوكب المضيء

عبدالله بن سالم الحميد
ترحل كوكب ملأ الوجودا وعلمنا التواضع والخلودا
وما زجت المساحة في ذراه نسيجا في فضيلته فريدا
سما في الفقه والتعليم كفؤا وحطم في نموذجه القيودا
وجاوز في المناصب كل نبل وحلق في سما البذل جودا
مثال في التميز والتسامي تفرد في كفاءته عميدا
تجهم فانتفضت وقلت: عفوا وأطرق مصغيا كي يستعيدا
وصول لي تبسمه حفيا براءة مؤمن وندى وعيدا
توقد حكمة ورؤى وأسدى وأبدع في تأمله نضيدا
فقيده رائد علما وتقوى وفي الزهد ارتقى غمر النجودا
ولي صان عهد العلم حفظا وتعليما وتوجيها سديدا
تنبؤك المساجد والنوادي وكل المنتدين له شهودا
تضوعت المنابر من رؤاه وفوّف نشره مسكا وعودا
أيا وجه السماحة: أي نجم سيحمله مدارك مستعيدا
وأية همسة عليا تسمو تحرضها الفضيلة أن تجودا
ستبكيك المنابر وهي جرحى ويأبى الحزن إلا أن يسودا
وتشتعل المدامع كل ذكرى تكاد تحيلها الأحزان سودا
وتفقدك الأرامل واليتامى مسحت دموعها عبقا وجودا
وغذيت المشاعر في رؤاها فصارت ترقب الأمل الجديدا
تفجعنا بفقدك ذكريات تلوح بها خلائق لن تعودا
يضن بها الزمان وأي حزن ويغفل عن تمثلها صدودا
بحضرتك التقينا، وامتزجنا وواجهنا البشاشة والورودا
وأصغينا .. فكان لنا ابتكار وتسآل تطوقها ردودا
تحف بنا الملائك في حبور ويغمرنا الخشوع به وجودا
وتبتهج السرائر أي جو يضيء سماحته ألقا حميدا
بحضرتك الوفاء يفيض وجدا وعند وداعك اقتحم الحشودا
بحضرتك الزمان له حضور نضارته تعلمنا النشيدا[1]
  1. موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر لإبراهيم الحازمي، (4/1670).