كوكب العلم
للدكتور عبدالله محمد باشراحيل
| لم تمت فيك ذكرانا إلى الأبد | يا كوكب العلم بين المتن والسند |
| لبيت حقا نداء الحق في عجل | بفرحة من شغاف القلب للأحد |
| وقد تخيرت في أم القرى نزلا | فأنعم بها جيرة للبيت والبلد |
| يا أيها الشيخ أقيال وأفئدة | جاءت تزفك أنفاس بلا عدد |
| هم في رياضك أنسام معطرة | وهم صداك الذي يدعو إلى الصمد |
| هذي غراسك أحباب مشيعة | وأنت بالطهر والأوراد والبرد |
| أُخراك أحلى ودنيانا معربدة | قد كنت فيها حكيم القوم بالرشد |
| وكنت تصطحب الأخيار في كرم | وكم تحث رجال الخير بالمدد |
| لكم صحبناك عمرا في ضمائرنا | وقد حفظناك حتى آخر الأمد |
| وكم بعثت مراسيلا على أمل | يحيي الضعاف ويكفيهم من الأود |
| يا من بذلت من المعروف أثمنه | وكنت تخفيه عن أهل وعن ولد |
| يا أيها الشيخ والأحباب ساهرة | تبكي الرحيل ويبكي للفراق غدي |
| فقد يهون وللأيام تعزيه | لكن فقدك قد أعيا على الجلد |
| أمطرت بالعطف تسقي جدب أنفسنا | وكنت بالعلم ترياقا لكل صد |
| طبع القرى فيك إحسان وتأسية | للمعدمين تداوي قلة المدد |
| وكنت للحق صوتا غير محتجب | تذود بالشرع عن جهل وعن فند |
| بحكمة الدين تدعو غير محتذر | ما خفت يوما ولا من هيبة الأسد |
| يا عالما كان ملء القلب ينظرنا | ووالدا في حنان غير مقتصد |
| مجاهد في سبيل الحق يرفعه | حب الإله عن الأوهام والنكد |
| وعازف عن بريق الأرض يطلبه | وجاهد لنداء الحق في جلد |
| يا أيها الشيخ أيام الربيع مضت | والأرض صارت مثار النقع والميد |
| أعداؤنا من بغاث الطير تمطرنا | بوابل من رماح الحقد والحسد |
| تذيقنا الموت ما ضجت جوانحنا | وكم شكا الصبر فينا حرقة الجسد |
| يا ألف مليون والإسلام يجمعنا | كيف الشتات ونار الثأر في الكبد |
| لكم دعا خادم البيتين من زمن | لنصرة الحق في صدق ومعتقد |
| كيف الخلاص ودرب الحق تخذله | عصابة من شرار الخلق بالرصد |
| يا أيها الشيخ والآمال تحملنا | على جناحين من هم ومن كبد |
| يا أيها الشيخ فينا منك تذكرة | تزودنا كلما ضقنا من الكسد |
| سر للجنان رحاب الخلد وارفة | وانعم برحمة رب الخلق للأبد |
| تطوف عندك أطيار محلقة | يشجيك تسبيحها في صوتها الغرد |
| يرضيك ربك بالحسنى على فنن | هذا مناك وحسن في الختام ندي |
| واخلف لنا يا إلهي صادقا فطنا | يزداد بالحق والأخلاق والرشد |
| وصلي ربي على خير الورى أبدا | من جاء بالحق مرسولا من الصمد[1] |
- إمام العصر لناصر الزهراني، (586).