قصيدة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي

خــليلي عوجــا بي لنغتنم الأجرا عـلى آل باز إنهم بالعلى أحرى
فما منهموا إلا كــريم ومـــاجد تراه إذا مـا زرته في الندى بحرا
فعالمهم جـلى بعـــلم وحـكمة وفارسـهم أولى عداة الهدى قهرا
فسل عنهموا القاموس والكتب التي بعلم حديث المصطفى قد سمت قدرا
أعمهـموا مــدحا وإني مقصر واختـص من حاز الـمعالي والفخرا
أمـام الهدى عبد العزيز الذي بدا بعـــلم وأخلاق أمام الورى بدرا
تراه إذا ما جئـته مــتهــللا يــنيلك ترحيبـا ويمنحك البشرا
وأما قــرى الأضياف فهو إمامه فحـــاتم لم يبق له في الورى ذكرا
حليم عن الجافي إذا فـــاء بالخنا ولو شـــاء أرداه وجلله خسرا
يقابل بالعــفو المــسيء تكرما ويــبدل بالحــسنى مساءته غفرا
وزهده في الدنيـا لو أن ابـن أدهم رآه ارتـأى فيه الـمشقة والعسراء
وكم رامـت الدنيا تـحل فـؤاده فأبدلـها نـكرا وأوسعــها هجرا
فقال له دعـني يكـفك إنني خطيب بقلبـك لم أطمح فحسبي بها وكرا
خطـيب بليــغ دون أي تلعـثم ومـن دون لحن حين يكتب أو يقرا
بعـصر يرى قـراءة اللـحن واجبا عـليهم ومحـتوما ولو قرءوا سطرا
بتفسـير قرآن وسـنة أحــــمد يعــمر أوقــاتا ونشرها درا
وينصر مظـلوما ويسـعف طـــالبا بـحاجاته ما إن يخيب مـضطرا
قضى في الـقضا دهرا فكــان شريحه بخرج أزال الظلم والحيف والقسرا
وجامعة الإسلام اطلــع شمـــسها فعـمت به أنوارها السهل والوعرا
تيممها الطــلاب من كــل وجهة ونــالوا بها علما فكان لهم ذخرا
لمن كان منــهم ذا خـداع فخاسر ومن كان منهم مخلصا فله البشرى
ولم أر في هــذا الزمــــان نظيره وآتاك شــيخا صالحا علما برا
وأصبح في الإفـــتا إماما مــحققا بعلـم وأخلاق بدا عرفهم نشرا
وأما بــحوث العلــم فهو طبـيبها مشاكله العسرى قد أبدلها نكرا
ويعرف معروفــا وينكـــر منكرا ولم يخش في الإنكار زيدا ولا عمرا
وما زال في الدعـوى سـراجا منورا دجى الجهل والإشراك يدحره دحرا
بدعوته أضحت جـــموع كثيرة تــحقق دين الحق تـنصره نصرا
ألم تره في موســـم الحــج قائما كيعسوب نحل والحشـود له تترا
وما زال في التوحــيد بدر كماله يـــحققه للســـامعين وللقرا
ويثبت للرحـــمن كل صفاته علــى رغم جــهمي يعطلها جهرا
ويعلن حربا ليس فيـــها هوادة علــى أهل إلـحاد ومن عبد القبرا
وما قــــلت هذا رغبة أو تملقا ولكن قلــبي بالـذي قلته أدرى
فيـــــا رب متعنا بطول حياته وحفظا له من كل ما ساء أو ضرا
فلو كان في الدنــــيا أناس كمثله بأقطار إسـلام بهم تكشف الضرا
فيا أيها الملك المــــــعظم خالد بإرشاده اعمل تحرز الفتح والنصرا
فأنت لأهل الكفر والشـــكر ضيغم تـذيقهموا حوبا وتسقيهمو المرا
فلا زلت للإســـلام تنــصر أهله وتردى بأهل الكفر ترديهمو كسرا
وحـببك الرحمن للنـــاس كلهم سوى حاسد أو مشرك أضمر الكفرا
وقد أبغض الكفــــار أكرم مرسل وإن كان خير الخلق والنعمة الكبرى
عليه صــــلاة الله ثم ســلامه يدون في الدنيا وفي النشأة الأخرى
وآله مع أصحــــابه الدهر ما بكت مــطوقة ورقاء في دوحة خضرا
وما طاف بالبيـــت العتــيق تقربا حــجيج يرجون المثوبة والأجرا
وما قاد مـــشتاق وقد بــان ألفه خلــيلي عوجا بي لنغتنما الأجرا
فيا أيــــها الأسـتاذ خذها ظعينة مقنـــعة شعثاء تلتـمس العذرا
فقابل جفاها بالقــبول وأولهــــا من العفــو جلبابا يكون لها ستر[1]
  1. الإنجاز في ترجمة الشيخ عبد العزيز بن باز، يوسف بن عبد الرحمن الرحمة (333).