له من كل منقبة رداء

  للدكتور سليمان بن عبدالرحمن العبيد
بلى والله قد نزل القضاء  وهال الخطب واشتد البلاء
وباتت أمة الإسلام ثكلى  وليس لما ألمّ بها دواء
وعم الفجع ساحة كل بيت وكاد لما به يهوى البناء
ودب الحزن يعصر كل قلب  تلازم والأسى فهما سواء
وجلل مهبط الوحيين صمت  يقطعه مع الحزن البكاء
غداة أصاب روع الناس سهم  من الناعي وقد برح الخفاء
نعوه ضحىً وقد أضحى ابن باز مع الأموات إذ كتب الفناء
فليس مخلدًا حيٌ كريمٌ  وفي موت النبيين العزاء
وليس يدوم للأحياء عيشٌ  وليس للذة الدنيا بقاء
تكدره وإن طال الليالي  وتخطفه من الأرض السماء
إذا وقع المصاب فليس يجدي  لدى وقع المنيات البكاء
ثوى شيخ المشايخ لا يجارى  له من كل منقبة رداء
له بين البرية سيب جود  به شهد الألى عرفوا وجاءوا
رحيب الصدر زينه عطاء  وألفى عند منزله السخاء
هموم المسلمين له همومٌ  إذا سيئوا لحادثة يُساء
وإن نالوا من الرحمن فضلًا  تغتشه السعادة والهناء
إذا ما المسلمون غدوا حيارى ودب الخلف يعصف والمراء
تصدى يجمع الشمل ابن باز  وأصلح خلف بينهم ففاءوا
إذا جن الظلام جثا سجودًا  وتعليمًا إذا بزغ الضياء
فنون العلم سهلها لفهم  يحل المشكلات له ذكاء
ليهنك ما نشرت من الفتاوى  سيبقى العلم ذخرك والدعاء
دعوت لدين ربك مستديمًا  تساوي السقم عندك والشفاء
وحزت محامدًا وخلاك ذمٌ  (وشيمتك السماحة والوفاء)
وناصرت الولاة محضت نصحًا  لهم منك المحبة والولاء
وكنت لهم لدى الجلّى معينًا على الأيام ديدنك الصفاء
بنور الشرع تبصر ذو سداد  برأيك في الملمة يستضاء
وقلبك واسعٌ وتفيض رفقًا  فلا مللٌ هناك ولا جفاء
فغادرت البلاد وكل قلب  به صدعٌ به كلمٌ وداء
ليهنك ما رأينا من شهود  بأرض الله كلهم ثناء
إله العرض فاجعل منتهاه لعليين يكرم لا يساء
وهون عرضه وأفض عليه  من الرحمات غاية ما يشاء[1]
  1. إمام العصر لناصر الزهراني، (535).