يا شيخ الفضائل
للشاعر علي بن مديش بجوري
| ثوى الطود العظيم وغاب بدر | فمفقود الأنام اليوم حبر |
| جليل في الشمائل والمزايا | وأما في الشريعة فهو بحر |
| وفي الأخلاق عال لا يضاهى | فأخلاق له ورد وعطر |
| وأخلاق الرسول له مثال | من القرآن منهاج وذكر |
| عنيت الشيخ ابن باز كريما | وللمظلوم ملتجأ وأزر |
| وللأيتام يرعاهم بعطف | فما يغشاهموا في اليتم عسر |
| ومأوى كل مغترب لعلم | فباب مشرع وكذاك صدر |
| دروس فيا لعلوم بكل وقت | ففجر شاهد وكذاك ظهر |
| وكل الوقت مملوء بنصح | لكل الناس لم يثنيه تبر |
| له قلب كبير في المعالي | ولم يحمل به حسد وكبر |
| ولم يخش لقول الحق شخصًا | إذا أضحت عقيدته تضر |
| وسخر وقته للخير طرا | ولم يعل لسان الشيخ شر |
| كريم فيا لعطاء بدون حد | تساوت عنده حسبا ودر |
| لم يخش لفقر حين يعطي | وما فاقت لكف الشيخ نهر |
| وفعل الخير يبذله تباعًا | فأقوال له فعل ويسر |
| سرت في الناس منبعها صلاح | وإخلاص وتوفيق وبر |
| فيا شيخ الفضائل لو رأيت | جموع الناس حين حواك قبر |
| فكم لله قد رفعوا أكفا | ودمع كله لهب وجمر |
| ويعلوهم وجوم واندهاش | وحزن بالفراق حواه صبر |
| ولكن العزاء شهود عدل | بما قدمتموه وذاك ذخر |
| عزائي للأباة بأرض نجد | ملوك العرب سادات وغر |
| إلى فهد العظيم وكل شبل | تمثل للعلا سعي وقدر |
| بني صقر الجزيرة رمز مجد | وفي الهيجاء لهم كر وفر |
| وأصحاب الفضيلة أهل علم | وأسرة شيخنا يغشاها أجر |
| وكل المسلمين بكل صقع | قضاء الله مأمنه مفر |
| فأرجو الله يسكنه بدار | بها أنهارها عسل وخمر |
| جنان الخلد مع رسل وصحب | وصدّيق فيا نعم المقر[1] |
- إمام العصر لناصر الزهراني، (618).