الانفتاح على العالم

بعد توحيد المملكة واستقرارها جاء الانفتاح على العالم الخارجي، وإقامة علاقات مع مختلف الدول، مما ساعد على تطور مسيرة النهضة السعودية في كل المجالات، وتغيرت أوجه الحياة في المملكة بشكل جذري، وأصبح مستوى معيشة المواطن في المملكة يفوق نظيره في معظم دول العالم المتقدمة، وأقيمت بنية أساسية متطورة، وارتبطت كل مناطق المملكة بشبكة من المواصلات والاتصالات الحديثة، وأتيحت فرص العمل والكسب لكل مواطن، وقدمت خدمات التعليم والمرافق والخدمات الاجتماعية لجميع مواطني المملكة بمستوى واحد.
كما أدى هذا الانفتاح على العالم وتطور وسائل الاتصال إلى قدوم بعض القيم والسلوكيات الغريبة إلى المجتمع السعودي، وكذلك تعقد الحياة المدنية الحديثة وظهور بعض المشكلات والقضايا التي ليس لها مثيل من قبل؛ الأمر الذي استدعى وجود طائفة متميزة من أهل العلم تعمل على التصدي لكل ما خالف الشريعة الإسلامية والمحافظة على ما استقرَّ عند العرب من أخلاق وفضائل، كما تعمل على استنباط الأحكام الشرعية المرتبطة بالقضايا المستجدة... 
وهكذا لم تعد مهمة العلماء هي فقط نشر أصول العقيدة والعبادات والسنة النبوية، ولكن أيضا الاضطلاع بمهمة خطيرة وكبيرة في الحفاظ على المجتمع المسلم والتعامل مع مستحدثات العالم المعاصر طبقا لأصول ديننا وصفاء عقيدتنا، وهي مهمة كان الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أحد رجالها الشجعان والأكفاء. [1]
 حيث كان الشيخ يحرص كل الحرص على متابعة ما يجد من أحداثٍ في المجتمع، وسرعة التجاوب معها بما يزيل غموضها ويكشف حقيقتها، فمنذ أن كان قاضيًا في الدلم كانت تُحْضَر له الصحف والمجلات يوميًّا، وتُقرأ عليه أخبار المسلمين الداخلية والخارجية، ومن ثَمَّ يقوم بالتعليق عليها بما يلزم، ونشر ذلك إن استدعى الأمر. [2]
هكذا كان الشيخ - رحمه الله - حريصًا على النهوض بالمجتمع السعودي والأمة الإسلامية كلها؛ نهضةً تتخذ من الشريعة الإسلامية ركيزةً أساسيةً لها، مع مواكبتها للتطورات المتلاحقة للمجتمعات المعاصرة.
  1. ينظر: الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن بن يوسف الرحمة (19)
  2. عبدالعزيز بن باز عالم فقدته الأمة، للشويعر (49)