في مأتم المجد

عبدالله بن سليم الرشيد
ما أرخص الشعر إذا ما انطوى في مأتم المجد وما أهونا؟
هجت قوافي فما أسمحت ولا عصي الشعر لي أذعنا
وكنت من قبل متى رمته رفّ به قلبي رفيف المنى
واليوم أزمعت على هجره إن لم يعدني شاجيًا محزنا
وكيف لا أشجى وقد كوّرت شمسُ إمامٍ كان نور الدُّنا؟!
ما أعظم الوجد على راحلٍ خلَّف في صعدة قومي انحنا
القارئ الكون بعين التقى المبهج التاريخ أنى رنا
ما كنتُ أدري أنه مالك في كل قلبٍ خافق مسكنا
حتى قضى فالدمع مسترسل والحب يمشي ذاهلًا ممعنا
يا مَن رأى مكة هشَّت له واحتضنته طاهرًا مؤمنا
نهر من الأحزان سالت به بطحاؤها واستشرفته منى
نهر محبيه وأشياعه غصَّ به اللاحبُ والمنحنى
ساروا فسارت رهبةٌ واحتفى درب وعمَّ الحشد طيب الثنا
والنعش من فوقهم مائج كما يموج الطيفُ عبر السنا
تداولوه واحدًا واحدًا كأنما قد جلَّ أن يدفنا
ما أعظم التقوى فلا تعدها فإن تقوى الله نعم القنى
في هاهنا تطامني يا ذرا ورددي سفر العلا هاهنا
الشعر في حضرة قومٍ سموا لله يغدو موكبًا من سنا
فانشر تباريحك لا تُخفها فإنَّ محض الخير أن تعلنا[1]
  1. صحيفة الرياض، عدد (11288)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1683- 1685).