كرسي باسم الشيخ ابن باز في الجامعات

إبراهيم بن محمد السبيل
 
الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - علم من أعلام الأمة، له مكانته المرموقة على مستوى العالم الإسلامي ولدى المسلمين في جميع أنحاء العالم لجهوده الواضحة في سبيل الدعوة إلى الله وخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان.
لقد شغل عمره المديد والمبارك - إن شاء الله - بالعلم ونشره على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، أخلص في دعوته إلى الله ونصح لأمته، نهج منهج علماء السلف، فكان على أكثر من ثغر من ثغور الإسلام، له حضوره ومبادراته في كل نائبة، وفي كل نازلة، وفي كل منبر، يرجع إليه الصغير والكبير، والعالم والمتعلم، وذو الحاجة، فيجد لديه مبتغاه، بتواضعه الجم، وكرمه المتناهي وورعه الجلي، وعلمه الغزير، وعقله الواعي، يدعو إلى الله على بصيرة، ويجادل بالتي هي أحسن، رجّاع إلى الحق، وقاف عند نصوص الكتاب والسنة، لا تأخذه في الله لومة لائم، فرض حبه واحترامه على القريب والبعيد حتى أصبح ذكره على كل لسان ومكانته في قلب كل إنسان.
لقد أفاض الجميع في التعبير عن مشاعرهم في هذه المناسبة الأليمة، والفاجعة الكبرى بما يقصر قلمي عن بلوغه، وكلماتي عن التعبير عنه، ومهما قيل عنه فإنه لن يوفيه ما له من حق علنيا جميعًا.
كوسيلة من وسائل الوفاء له والعرفان له بالجميل فإنني أدعو إلى تخصيص كرسي باسمه في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وفي أكثر من جامعة في الشرق والغرب، وإطلاق اسمه على معهد أو أكثر من المعاهد التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الخارج.
كما أدعو إلى جمع مؤلفاته وفتاواه باسم (المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبدالعزيز بن باز) على أن تضم جزءا عن سيرته ومنهجه وفكره.
وبعد: فلئن رزئ المسلمون بفقده فإن عزاءهم - إن شاء الله - باختيار فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ خلفًا له، نسأل الله أن يجعله خير خلف لخير سلف، وأن يكتب الله له العون والتوفيق، وأن ينفع المسلمين بعلمه وجهده، إنه سميع مجيب. [1]
 
  1. جريدة الجزيرة، السبت 6 صفر 1420هـ.