الشيخ عبدالله بن جبرين
قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - رحمه الله:
"نذكر الحديث الذي ثبت عنه ﷺ أنه قال: لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى ينصح إحدى بناته عندما احتضر أحد أولادها فيقول: فلتصبر ولتحتسب، ومع ذلك فإنه حضر عندها، ووضع عنده الصبي ونفسه تتقعقع، ففاضت عينه، فقيل له: ما هذه؟ قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.
ونقول أيضًا كما قال الرسول ﷺ عند موت ابنه إبراهيم: القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراق شيخنا لمحزونون.
شيخ بذل جهدًا في نشر العلم بعدما بذله في طلب العلم، وفقه الله تعالى، ورزقه فهمًا ثاقبًا، ورزقه علمًا نافعًا، تولى تدريسه وتربيته على العلم مشايخ أجلاء اعترف بفضلهم، منهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - ومنهم محمد بن عبداللطيف وتوفي سنة 1368هـ، ومنهم الشيخ سعد بن حمد العتيق، والشيخ حمد بن فارس، وغيرهم من المشايخ.
وتلقى عنهم وأخذ منهم العلم ما برز به، وصار بذلك علامة فهامة حافظة:
توغل في علم الحديث، رزقه الله الحفظ، فحفظ الأحاديث التي تمر عليه، وكذلك أيضًا اعتنى بمعرفة الصحيح منها والضعيف، واعتنى أيضًا برجال الحديث، وبحث عمَّن يكون منهم مقبولًا، ومَن يكون ضعيفًا.
واعتنى أيضًا بكتب الفقه، واعتنى بالفقه، ودرس فيه، وعرف المسائل الخلافية، والأرجح منها، وكذلك أيضًا درس في كتب المذاهب الأخرى، وعرف أدلة كل قول، وما هو الأرجح من الأقوال عند اختلافها.
وركز أيضًا على علم العقيدة والتوحيد، ولقد برز في ذلك - رحمه الله - وعفا عنه.
ثم كان من آثار تلك العلوم التي تلقها أن بسط نفسه للتعليم، فشغل بذلك وقته، ليله ونهاره، واشتغل بتعليم المسلمين، اشتغل بالتعليم في حال كونه قاضيًا، وبحال كونه معلمًا ومدرسًا، وفي حال كونه مفتيًا ومعلمًا.
لم تشغله تلك الأعمال وتلك الوظائف على أن يجلس للطلاب، وأن يقرأ الخاص والعام، والصغير والكبير، وعن أن يُعلق على تلك الأقوال وتلك الكتب التي ينتقد منها شيئًا، أو تكون فيها ملاحظة، كل ذلك مما قام به ومما وفَّقه الله تعالى للعمل به، ولا شك أن هذه الخصال حميدة.
ثم قام أيضًا بصفات العالم الرباني، وصفات المؤمن العابد، واشتغل بالعبادة، فلا تفوته عبادة، فلا ينشغل عن ذكره، ولا عن وردٍ من الأوراد، بل يأتي بها في أوقاتها، ويُحافظ عليها، وذلك مما لا شك فيه مما يتميز به.
وكذلك أيضًا اشتغاله بذكر ربه سبحانه وتعالى في كل الحالات، وعند كل المناسبات، وهكذا اشتغاله بقراءة القرآن، وحفظ ما تيسر منه، وحفظ ما تيسر من الأحاديث، وتكرار ذلك.
لا شك أن كل هذه من الخصال الحميدة التي تميز بها هذا الشيخ - رحمه الله - جبله الله على أعلى الخصال وأفضلها، فهو يُحب أهل الصدق ويُقربهم، ويشهد بفضلهم، كذلك أيضًا نراه حريصًا على إكرام أهل العلم وتقريبهم، ولو كانوا أصغر منه سنًّا، ولو كانوا أصغر أو أقلَّ منه علمًا، ولكنه مع ذلك يعترف بفضلهم، ويعترف بفضل حملة العلم مع صغرهم بالنسبة إليه، ويكرمهم، ويقدرهم، ويعرف فضلهم، وذلك حثًّا منه على تلقي العلم عن أهله.
وكذلك أيضًا يسره من يأتي إليه بطلب العلم أو الاستفسار أو المساءلة، ويفرح بذلك ولو كان ذلك من الجهال أو نحوهم، بل يحرص إذا سأله الجاهل أن يزوده بالعلم مع دليله.
وهكذا أيضًا جبله الله على السخاء والكرم، وتلك من الخصال الرفيعة، كم مدح بعضهم هذه الخصلة بقوله:
"نذكر الحديث الذي ثبت عنه ﷺ أنه قال: لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى ينصح إحدى بناته عندما احتضر أحد أولادها فيقول: فلتصبر ولتحتسب، ومع ذلك فإنه حضر عندها، ووضع عنده الصبي ونفسه تتقعقع، ففاضت عينه، فقيل له: ما هذه؟ قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.
ونقول أيضًا كما قال الرسول ﷺ عند موت ابنه إبراهيم: القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراق شيخنا لمحزونون.
شيخ بذل جهدًا في نشر العلم بعدما بذله في طلب العلم، وفقه الله تعالى، ورزقه فهمًا ثاقبًا، ورزقه علمًا نافعًا، تولى تدريسه وتربيته على العلم مشايخ أجلاء اعترف بفضلهم، منهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - ومنهم محمد بن عبداللطيف وتوفي سنة 1368هـ، ومنهم الشيخ سعد بن حمد العتيق، والشيخ حمد بن فارس، وغيرهم من المشايخ.
وتلقى عنهم وأخذ منهم العلم ما برز به، وصار بذلك علامة فهامة حافظة:
توغل في علم الحديث، رزقه الله الحفظ، فحفظ الأحاديث التي تمر عليه، وكذلك أيضًا اعتنى بمعرفة الصحيح منها والضعيف، واعتنى أيضًا برجال الحديث، وبحث عمَّن يكون منهم مقبولًا، ومَن يكون ضعيفًا.
واعتنى أيضًا بكتب الفقه، واعتنى بالفقه، ودرس فيه، وعرف المسائل الخلافية، والأرجح منها، وكذلك أيضًا درس في كتب المذاهب الأخرى، وعرف أدلة كل قول، وما هو الأرجح من الأقوال عند اختلافها.
وركز أيضًا على علم العقيدة والتوحيد، ولقد برز في ذلك - رحمه الله - وعفا عنه.
ثم كان من آثار تلك العلوم التي تلقها أن بسط نفسه للتعليم، فشغل بذلك وقته، ليله ونهاره، واشتغل بتعليم المسلمين، اشتغل بالتعليم في حال كونه قاضيًا، وبحال كونه معلمًا ومدرسًا، وفي حال كونه مفتيًا ومعلمًا.
لم تشغله تلك الأعمال وتلك الوظائف على أن يجلس للطلاب، وأن يقرأ الخاص والعام، والصغير والكبير، وعن أن يُعلق على تلك الأقوال وتلك الكتب التي ينتقد منها شيئًا، أو تكون فيها ملاحظة، كل ذلك مما قام به ومما وفَّقه الله تعالى للعمل به، ولا شك أن هذه الخصال حميدة.
ثم قام أيضًا بصفات العالم الرباني، وصفات المؤمن العابد، واشتغل بالعبادة، فلا تفوته عبادة، فلا ينشغل عن ذكره، ولا عن وردٍ من الأوراد، بل يأتي بها في أوقاتها، ويُحافظ عليها، وذلك مما لا شك فيه مما يتميز به.
وكذلك أيضًا اشتغاله بذكر ربه سبحانه وتعالى في كل الحالات، وعند كل المناسبات، وهكذا اشتغاله بقراءة القرآن، وحفظ ما تيسر منه، وحفظ ما تيسر من الأحاديث، وتكرار ذلك.
لا شك أن كل هذه من الخصال الحميدة التي تميز بها هذا الشيخ - رحمه الله - جبله الله على أعلى الخصال وأفضلها، فهو يُحب أهل الصدق ويُقربهم، ويشهد بفضلهم، كذلك أيضًا نراه حريصًا على إكرام أهل العلم وتقريبهم، ولو كانوا أصغر منه سنًّا، ولو كانوا أصغر أو أقلَّ منه علمًا، ولكنه مع ذلك يعترف بفضلهم، ويعترف بفضل حملة العلم مع صغرهم بالنسبة إليه، ويكرمهم، ويقدرهم، ويعرف فضلهم، وذلك حثًّا منه على تلقي العلم عن أهله.
وكذلك أيضًا يسره من يأتي إليه بطلب العلم أو الاستفسار أو المساءلة، ويفرح بذلك ولو كان ذلك من الجهال أو نحوهم، بل يحرص إذا سأله الجاهل أن يزوده بالعلم مع دليله.
وهكذا أيضًا جبله الله على السخاء والكرم، وتلك من الخصال الرفيعة، كم مدح بعضهم هذه الخصلة بقوله:
ويُظهر عيبَ المرء في الناس بخله | ويستره عنهم جميعًا سخاؤه |
فقام على صلة الضعفاء والفقراء، وعلى مواساتهم وإعطائهم ما يسود خلتهم وحاجتهم.
كم رأينا ممن يعيشون فرادى أو عوائل على ما يتلقون منه من نفقةٍ في داخل المملكة وفي خارجها، لا شك أنها خصلة حميدة، فوثق به أهلُ الخير من ذوي الهبة والثروة، مما جعل على يده تفريط صدقاتهم وزكواتهم، وصرفها أحسن تصريف، فأعطى مستحقّها، وكفل بها خلقًا كثيرًا.
وكذلك أيضًا ما جبله الله عليه من الكرم الذي لا يُقاس، بحيث إنه لا يطرق بابه أو لا يأتيه زائر إلا ألزم أن يستضيفه، وأن يكون عنده يومًا أو أيامًا طوال بقائه في الرياض، وكذلك المدينة، وكذلك في الطائف، ومكة المكرمة، هذا أمر محسوس ومشهود.
رحمه الله، جمع خصال الشرف، وخصال الفضل، كلامه كله درر وخير، وكذلك وجهه متهلل لكل من يأتي إليه، وكل مَن يسأله، ولا يرد سائلًا، سواء في هاتف، أو في شفاهة، أو في ورقة، أو في غير ذلك، ولا أعرف أحدًا محل ثقةٍ أو خبير يعيبه، ولا أعرف مَن يبغضه إلا مَن لا خير فيه من أهل البدع ومن أهل المخالفات.
وبكل حال خصال الشيخ وفضائله يعجز الإنسان أن يُحيط بها، ولكن نقول أنه - رحمه الله - رحل وواجه ما عمل.
ونرجو من الله أن يجزيه عمَّا عمل في الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء، وأن يُضاعف له الأجر، وأن يجزيه عمَّا قدمه للإسلام والمسلمين وخدم به هذا الدين أفضل الجزاء، وأن يخلفه بخير، وأن ينفع بعلومه التي ورثها، والتي تلقاها عنه تلاميذه، والتي أُثبتت في مؤلفاته، وأن ينفع المسلمين بالعلم النافع". [1]
كم رأينا ممن يعيشون فرادى أو عوائل على ما يتلقون منه من نفقةٍ في داخل المملكة وفي خارجها، لا شك أنها خصلة حميدة، فوثق به أهلُ الخير من ذوي الهبة والثروة، مما جعل على يده تفريط صدقاتهم وزكواتهم، وصرفها أحسن تصريف، فأعطى مستحقّها، وكفل بها خلقًا كثيرًا.
وكذلك أيضًا ما جبله الله عليه من الكرم الذي لا يُقاس، بحيث إنه لا يطرق بابه أو لا يأتيه زائر إلا ألزم أن يستضيفه، وأن يكون عنده يومًا أو أيامًا طوال بقائه في الرياض، وكذلك المدينة، وكذلك في الطائف، ومكة المكرمة، هذا أمر محسوس ومشهود.
رحمه الله، جمع خصال الشرف، وخصال الفضل، كلامه كله درر وخير، وكذلك وجهه متهلل لكل من يأتي إليه، وكل مَن يسأله، ولا يرد سائلًا، سواء في هاتف، أو في شفاهة، أو في ورقة، أو في غير ذلك، ولا أعرف أحدًا محل ثقةٍ أو خبير يعيبه، ولا أعرف مَن يبغضه إلا مَن لا خير فيه من أهل البدع ومن أهل المخالفات.
وبكل حال خصال الشيخ وفضائله يعجز الإنسان أن يُحيط بها، ولكن نقول أنه - رحمه الله - رحل وواجه ما عمل.
ونرجو من الله أن يجزيه عمَّا عمل في الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء، وأن يُضاعف له الأجر، وأن يجزيه عمَّا قدمه للإسلام والمسلمين وخدم به هذا الدين أفضل الجزاء، وأن يخلفه بخير، وأن ينفع بعلومه التي ورثها، والتي تلقاها عنه تلاميذه، والتي أُثبتت في مؤلفاته، وأن ينفع المسلمين بالعلم النافع". [1]
- سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (457/1-460).