الشيخ صالح بن حميد

قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد - عضو هيئة كبار العلماء:
"لقد دُفِنَتْ في مقابر العدل بمكة المكرمة الطاهرة مرجعية من مراجع الفقه والفتوى، وعلمٌ من أعلام الحديث والسنة، ونموذج شامخ من نماذج التقوى والصلاح.
برحيله - رحمه الله - حدثت بأهل الإسلام ثلمةٌ واسعةٌ، وفُتحت ثغرةٌ عميقة، يُدرك المتأمل غورَها إذا تذكر غزارة علم الفقيد، ويهوله عمقها حين يتأمّل اقتران العلم بالعمل اقترانًا أتعب فيه الفقيد مَن بعده.
لم يتوقف يومًا عن طلب العلم والاستزادة منه، ولم يتوقف عن تعليمه وبذله، ثم لم يتوقف فيما رأينا وعلمنا لحظةً عن الممارسة العملية في لحظه ولفظه، قوله وفعله، في البيت والمسجد، والمكتب والمركب، والحضر والسفر، فهو في كل أحواله يُربي ويُوجه، ويعظ ويُرشد، ويعلم ويُفتي، ويدعو ويُفقه". [1]
وقال أيضًا: "لقد كانت الفاجعةُ في وفاة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز المفتي العام بحجم حبِّ الناس له في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ولا شكَّ أن وفاته - رحمه الله - هي خسارة للعالم الإسلامي، الذي هو في أمس الحاجة لمثل هذا الشيخ العالم الفهامة، والشيخ الجليل الذي هو إمام أهل السنة والجماعة في هذا العصر.
لقد تعلمنا منه حبّ العلم، والمثابرة على الحصول عليه، والعمل على نشره، فرغم كبر سنه وما يُعانيه من أمراضٍ إلا أنه كان حريصًا على اللقاء بطلاب العلم في كل موقعٍ، وعلى كل منبرٍ، وعقب كل صلاةٍ، دون كللٍ أو مللٍ.
يؤكد في كل مجالسه ولقاءاته على أهمية صلاح العقيدة، والتواصي والمناصحة بالحق، وإخلاص النية لله والتعاون على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر". [2]
 
  1. إمام العصر، لناصر الزهراني (163،162).
  2. رثاء الأنام لفقيد الإسلام، لإبراهيم المحمود (93).