الشيخ صالح السدلان
قال فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان - أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود:
"إن وفاة سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز تُعدّ فاجعةً عظيمةً للأمة الإسلامية جميعًا، وليس على مواطني هذا البلد فحسب، وإن سماحته - رحمه الله رحمةً واسعةً، ورفع درجاته في عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وجمعنا به في جنات الفردوس الأعلى - تميز بخصال كثيرةٍ، ومميزات عظيمة، كان لها الأثر العظيم والكبير، حيث أحبته القلوب، ومن كل الطبقات، وفي كل البلاد.
وإن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي عُرف برسوخه في علم العقيدة والفقه، وكذلك في علوم أخرى: كالفرائض، والحديث، ومعرفة علم الرجال، وغير ذلك، إلى جانب هذا تميز - رحمه الله تعالى - بسماحة الفتوى وتيسيرها على الناس، والبعد عما يعنتهم، أو يشق عليهم، مع الالتزام بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف والمحققين من أهل العلم.
إن سماحة الشيخ ابن باز ليس هو علم مُنزوٍ، أو في نشاطٍ محدودٍ، بل إن نشاطه الذي لا يعرف الحدود: نشاط التدريس والتعليم، ونشاط في الفتيا، ونشاط في الدعوة إلى الله، ونشاط في الإصلاح، ونشاط لجمع الكلمة وتوحيد الصفوف، إلى جانب نشاطه في نشر مذهب أهل السنة والجماعة، ونشاطه في الاعتدال بكل الأمور.
كذلك كان - رحمه الله - لا يُحب أن يُعنف على أحدٍ، إلى جانب نشاطه في مجال التأليف، وفي مجال الإدارة، فقد تولى القضاء، وتولى رئاسة الجامعة الإسلامية، وتولى رئاسة إدارات البحوث العلمية والدعوة والإرشاد، وتولى التدريس في كلية الشريعة، وأخيرًا أصبح مفتيًا عامًّا للمملكة العربية السعودية، إلى جانب مميزات أخرى كثيرة من التواضع للصغير والكبير، وصفاء السريرة، وعدم الحقد على الناس، والنصح التام، والسؤال عن الصغير والكبير، وكل مَن زاره وجالسه يعرف دقته في الاستفسار والسؤال عن الخاص والعام.
إلى جانب أنه - يرحمه الله تعالى - كثير التلاميذ، فتلامذته كثيرون والحمد لله، وكل الذين في الساحة من المفتين والطلاب ورؤساء الدوائر وغيرهم من طلاب العلم، كل هؤلاء هم تلاميذ سماحة الشيخ عبدالعزيز، رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً.
كذلك من المميزات التي عُرف بها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: أنه جادٌّ دائمًا، لا يعرف إلا الجدّ، ولا يعرف الإجازة مطلقًا، ولا أعلم أنه في يومٍ من الأيام خرج للنزهة وللبرية، كذلك أيضًا أيام العطل وأيام الأعياد يعمل فيها.
إن الشيخ ابن باز إلى جانب عمله الرسمي كان لديه عمل في بيته، ولديه عدد من الكُتَّاب قد يزيدون على الخمسة، كلهم في بيته يعملون في أعمال تأتيه من الداخل ومن الخارج، وفي شؤون المسلمين، وفي شؤون الدعوة، فهو يعمل دائمًا وأبدًا، بالليل وبالنهار، أطراف الليل، وأطراف النهار، كلها بالعمل، ولا يعرف التوقف، رحمه الله.
وقد منحه الله تعالى الصحة، وكان مستمرًّا في عمله، ومرتاحًا له، يجدّ فيه اللذة والأنس والسرور، إلى جانب التدريس اللامنهجي، فهو يدرس في العقيدة، وفي الحديث، والتفسير، وسائر العلوم في المسجد الذي يُجاوره، وفي مساجد بعيدة أيضًا، إنه أيضًا يُشارك في المحاضرات والندوات، فهو من أنشط الناس حتى قبل موته بستة أشهر تقريبًا، فقد كان جدوله في المحاضرات مساويًا لأنشط الناس في صحته وقوة بدنه.
فرحم الله الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمةً واسعةً، ورفع درجته في جنات الفردوس الأعلى، وجمعنا به في عليين". [1]
"إن وفاة سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز تُعدّ فاجعةً عظيمةً للأمة الإسلامية جميعًا، وليس على مواطني هذا البلد فحسب، وإن سماحته - رحمه الله رحمةً واسعةً، ورفع درجاته في عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وجمعنا به في جنات الفردوس الأعلى - تميز بخصال كثيرةٍ، ومميزات عظيمة، كان لها الأثر العظيم والكبير، حيث أحبته القلوب، ومن كل الطبقات، وفي كل البلاد.
وإن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي عُرف برسوخه في علم العقيدة والفقه، وكذلك في علوم أخرى: كالفرائض، والحديث، ومعرفة علم الرجال، وغير ذلك، إلى جانب هذا تميز - رحمه الله تعالى - بسماحة الفتوى وتيسيرها على الناس، والبعد عما يعنتهم، أو يشق عليهم، مع الالتزام بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف والمحققين من أهل العلم.
إن سماحة الشيخ ابن باز ليس هو علم مُنزوٍ، أو في نشاطٍ محدودٍ، بل إن نشاطه الذي لا يعرف الحدود: نشاط التدريس والتعليم، ونشاط في الفتيا، ونشاط في الدعوة إلى الله، ونشاط في الإصلاح، ونشاط لجمع الكلمة وتوحيد الصفوف، إلى جانب نشاطه في نشر مذهب أهل السنة والجماعة، ونشاطه في الاعتدال بكل الأمور.
كذلك كان - رحمه الله - لا يُحب أن يُعنف على أحدٍ، إلى جانب نشاطه في مجال التأليف، وفي مجال الإدارة، فقد تولى القضاء، وتولى رئاسة الجامعة الإسلامية، وتولى رئاسة إدارات البحوث العلمية والدعوة والإرشاد، وتولى التدريس في كلية الشريعة، وأخيرًا أصبح مفتيًا عامًّا للمملكة العربية السعودية، إلى جانب مميزات أخرى كثيرة من التواضع للصغير والكبير، وصفاء السريرة، وعدم الحقد على الناس، والنصح التام، والسؤال عن الصغير والكبير، وكل مَن زاره وجالسه يعرف دقته في الاستفسار والسؤال عن الخاص والعام.
إلى جانب أنه - يرحمه الله تعالى - كثير التلاميذ، فتلامذته كثيرون والحمد لله، وكل الذين في الساحة من المفتين والطلاب ورؤساء الدوائر وغيرهم من طلاب العلم، كل هؤلاء هم تلاميذ سماحة الشيخ عبدالعزيز، رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً.
كذلك من المميزات التي عُرف بها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: أنه جادٌّ دائمًا، لا يعرف إلا الجدّ، ولا يعرف الإجازة مطلقًا، ولا أعلم أنه في يومٍ من الأيام خرج للنزهة وللبرية، كذلك أيضًا أيام العطل وأيام الأعياد يعمل فيها.
إن الشيخ ابن باز إلى جانب عمله الرسمي كان لديه عمل في بيته، ولديه عدد من الكُتَّاب قد يزيدون على الخمسة، كلهم في بيته يعملون في أعمال تأتيه من الداخل ومن الخارج، وفي شؤون المسلمين، وفي شؤون الدعوة، فهو يعمل دائمًا وأبدًا، بالليل وبالنهار، أطراف الليل، وأطراف النهار، كلها بالعمل، ولا يعرف التوقف، رحمه الله.
وقد منحه الله تعالى الصحة، وكان مستمرًّا في عمله، ومرتاحًا له، يجدّ فيه اللذة والأنس والسرور، إلى جانب التدريس اللامنهجي، فهو يدرس في العقيدة، وفي الحديث، والتفسير، وسائر العلوم في المسجد الذي يُجاوره، وفي مساجد بعيدة أيضًا، إنه أيضًا يُشارك في المحاضرات والندوات، فهو من أنشط الناس حتى قبل موته بستة أشهر تقريبًا، فقد كان جدوله في المحاضرات مساويًا لأنشط الناس في صحته وقوة بدنه.
فرحم الله الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمةً واسعةً، ورفع درجته في جنات الفردوس الأعلى، وجمعنا به في عليين". [1]
- سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (460/1-463).