الشيخ عبدالباري بن عوض الثبيتي

قال فضيلة الشيخ عبدالباري بن عوض الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي:
"تعجز الكلمات عن وصف عالم الأمة، ورجل الملمات والمهمات، فمهما أوتي البيان من فصاحةٍ وبلاغةٍ فإنه يبقى قاصرًا عن بلوغ ما كان عليه الشيخ - يرحمه الله - من علمٍ وعملٍ وخلقٍ وسلوكٍ، فإن تحدثتَ عن علمه فهو بحرٌ لا شاطئ له، أو تكلمتَ عن خشوعه فهو دمعٌ لا يرق، وإن نظرتَ إلى وجهه زاد إيمانك، ليله قيام، ونهاره ذكر ودعاء واستغفار، لا يعرف قلبُه الحقدَ والغلَّ والحسدَ، ولم تعهد عنه في حياته كلها كلمةً نابيةً، أو سخريةً، أو استهزاء بأحدٍ، وسع الناس جميعًا على اختلاف مشاربهم وألوانهم ولغاتهم بخلقه وأدبه وحُسن سمته، يحمل في قلبه هموم الأمة الإسلامية كلها، فيدعو، ويُفتي، وينصح، ويُرشد دون كللٍ أو مللٍ.
طرح الدنيا كلها بمفاتنها وراء ظهره، ولو طلبها لجاءت صاغرةً بين يديه، وكان أغنى الناس لكنه اختار ما عند الله، والآن يقدم على ما قدَّم.
فنسأل الله أن يُلهمنا الصبر والسلوان، ويغفر له ويرحمه، ويخلف للأمة خيرًا". [1]
 
  1. جريدة عكاظ، عدد (11949)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (485/1)، رثاء الأنام لفقيد الإسلام، لإبراهيم المحمود (96،95).