الشيخ أحمد القطان

قال الداعية الكويتي الشيخ أحمد القطان:
"إننا تعلمنا من ابن باز العلم الشرعي، وسعة الصدر في فهم مشاكل المسلمين، وسلامة الصدر تجاه المسلمين ..
إن كل مسلم على وجه الأرض يُحب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز". [1]
وعبَّر عن عميق حزنه لوفاة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
وتحدث الشيخ القطان عن مآثر الشيخ ومواقفه وسجاياه في خطبة الجمعة، وعقب صلاة الجمعة أدى المصلون صلاة الغائب على الشيخ ابن باز، وقال الشيخ القطان: "قال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات [المجادلة:11]، إن هذه الآية الكريمة تدل بوضوح على سماحة الشيخ الراحل عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - حيث كان طفلًا صغيرًا وُلد في عام 1330هـ في الرياض، وبدأ يحفظ القرآن، فقبل أن يبلغ الحلم كان قد حفظ القرآن كله".
وأضاف الشيخ القطان: "بدأت درجاته ترتفع، وأُصيب - رحمه الله - في عينيه عام 1346هـ، لكن القرآن والعلم الشرعي جعل له بصيرةً يرى من خلالها الحكمة، حتى أصبح سماحة الشيخ علمًا من أعلام المسلمين، ومن المجددين لهذا الدين، وارتقى في درجات الدنيا إلى أعلى المراتب، ونرجو أن يجعله الله في الآخرة في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا".
وقال: "قمتُ بزيارته في حياته عدة مرات، فرأيت من أمره عجبًا، إنه يذكرني بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين، رأيته يعمل 18 ساعة في اليوم في سبيل الله دون كلل أو ملل، فمنذ صلاة الفجر يجلس للناس ويحدثهم إلى الشروق، وبعد صلاة الشروق يأكل معهم طعام الإفطار، وعامتهم من طلبة العلم، ويظل سائر يومه يستقبل الناس من كل الأجناس، ومن كل البلاد، وعامة جلسائه ساعة غدائه من الفقراء والمساكين".
وأضاف: "أُخبرتُ أنه لم يتغدَّ مع أهله منذ 50 عامًا، فقد آثر أن يعيش مسكينًا مع المساكين، قريبًا من شكواهم، متحمسًا لحاجاتهم، شافعًا في قضائها.
ولا تستغرب أن تشاهد معه على بساط التواضع الأمير الملكي بجوار الفقير، فالناس عنده سواء، وآخر ما يفكر بمصلحة نفسه.
زرته يومًا وهو مريض في رجله، والطبيب واقف على رأسه ساعة يستأذنه كل حين في علاجه، لكن حاجات الناس وأسئلتهم جعلت الطبيب ينتظر طويلًا إلى أن ودّعناه والطبيب لم يُعالجه".
وقال: "صار قاضيًا، فكان من قضاة الجنة بشهادة مَن احتكموا إليه، ورئيسًا للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، فكانت في قمة ازدهارها، فبركات الله التي أودعها فيه كانت واضحةً على طلبة العلم، وصار رئيسًا للإفتاء فطارت فتواه في مشارق الأرض ومغاربها، وكان أعظمها جواز استخدام القوات الأجنبية في تحرير الكويت من العدو المحتل، وخاصةً أن العدو بدأ يحتل مدينة الخفجي، ويعرض الحرمين الشريفين إلى الخطر الكبير، فكانت فتوى الشيخ المأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله حلًّا لجميع التنازعات في هذه القضية الخطيرة، فصار له علينا أهل الكويت خاصة والأمة الإسلامية عامَّة فضل عظيم، يحتم علينا أن ندعو له ونستغفر له، ونسأل الله له الرحمة". [2]
 
  1. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (377/1).
  2. جريدة الشرق الأوسط، عدد (7475)، بواسطة: رثاء الأنام لفقيد الإسلام، لإبراهيم المحمود (89-92).