| قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي |
فقمت أنشد أشواقي وألطافي |
| لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا |
فهو الغفور لزلاتي وإسرافي |
| عفوا لك الله قد أحببت طلعتكم |
لأنها ذكرتني سير أسلافي |
| والمدح يا والدي في غيركم كذب |
لأنكم لفؤادي بلسم شافي |
| يا دمع حسبك بخلا لا تجود لمن |
أجرى الدموع كمثل الوابل السافي |
| يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا |
بالمغريات وأنت الثابت الوافي |
| أغراهم المال والدنيا تجاذبهم |
ما بين منتعل منهم ومن حافي |
| مجالس اللغو ذكراهم وروضتهم |
أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي |
| وأنت جالست أهل العلم فانتظمت |
لك المعالي ولم تولع بإرجاف |
| بين الصحيحين تغدو في خمائلها |
كما غدا الطل في إشراقه الضافي |
| تشفى بفتياك جهلا مطبقا وترى |
من دقة الفهم درا غير أصداف |
| تهوى الدليل فلا رأي ولا هذر |
وما اعتمادك قول المذهب الطافي |
| فعلمك الوحي لا من علم حضرته |
رأي الرجال ومن كاف وكشاف |
| أقبلت في ثوب زهد تاركا حللا |
منسوجة لطفيلي وملحاف |
| تعيش عيشة أهل الزهد من سلف |
لا ترتضي عيش أوغاد وأجلاف |
| فأنت فينا غريب الدار مرتحل |
من بعد ما جئت للدنيا بتطواف |
| سر يا أبي واترك الدنيا لعاشقها |
في ذمة الله فهو الحافظ الكافي |
| أراك كالضوء تجري في محاجرنا |
فلا تراك عيون الأغلف الجافي |
| كالشدو تملك أشواقي وتأسرها |
في نغمة الوحي من طه ومن قاف |
| ما أنصفتك القوافي وهي عاجزة |
وعذرها أنها في عصر أنصاف |
| يكفي محياك أن القلب يعمره |
من حبكم والدي أضعاف أضعاف |
| يفديك من جعل الدنيا رسالته |
من كل أشكاله تفدى بآلاف |