دمعة في عين الأمة

أحمد حسبو
ساءلت لماذا الدمع والأحزان؟ قالوا: ابن باز اختاره الرحمن
نبأ تلقته النفوس كصعقةٍ فتحشرجت وتزلزت أبدان
ما كان أحوجنا إليك إمامنا قلبًا كبيرًا صاغه الإيمان
ما كان أحوجنا لعلمك زاخرًا بحر الديانة ما له شطآن
لكنه أمر الإله وما لنا إلا الرضى بالأمر والإذعان
يا أيها الشيخ الجليل تحيةً نهديكها بدموعنا تزدان
فلكم سكبتَ الشهد في أفواهنا ولك المرارة طعمها ألوان
ولكم لنا الأزهار قد أهديتها والجرح فيك يسيل منه جنان
ولكم رددتَ الهم عن أضلاعنا والهم فيك مبرح يقظان
الأرض تبكي والسماء حزينة والزهر ذاوٍ والفضاء دخان
تبكي عليك بحرقة أم القرى والبيت ذو الأستار والأركان
ومقام إبراهيم وشحه الأسى والحجر بات وطرفه سهران
تبكي المدينة والبقيع وأهلها والروضة الفيحاء والأفنان
تبكي عليك ذرا الحجاز وسهله وهضاب نجد دمعها حيران
تبكيك مصر وتونس وبنوهما ودمشق والصومال والسودان
تبكيك صنعاء وتعلن حزنها وبكتك كشمير وباكستان
وهناك في حضن الخليج رأيتها تبكي الكويت وتستجيش عمان
والمسجد الأقصى بكاك مودعًا وبكت عليك الهند والبلقان
يبكي عليك الحق كم ناصرته والخير والإخبات والإحسان
يبكي عليك المسلمون جميعهم يبكيك إنس المؤمنين وجان
نم يا سماحة شيخنا مستبشرًا فالقبر نور والحساب أمان
يا رب نسألك الثبات لفقده أنت الكريم الملهم المنان
واقبله عبدًا صالحًا واغفر له وارزقه روحًا بعده ريحان[1]
  1. مجلة المجتمع، عدد (1351)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1412- 1414).