رحيل عالم
أسامة عبدالرحمن العشماوي
رحل الذي ملأ الديار بعلمه | وبفضل حكمته التي تتجدد |
رحل الذي عرف الهدى وطريقه | ومضى وقدوته النبي محمد |
رحل ابن باز للإله كأنه | صرح من العلم المجيد مُشيَّد |
ماذا يقول العلم بعدك يا أبي | وهو الذي بفراقكم يتنهَّد؟! |
ماذا يقول رجال علمك يا أبي | وقد استقوا مما نهلت وأوردوا؟! |
ماذا تقول عن الفقيد بلادنا | ولواء حكمته عليها يُعقد؟! |
هذا ابن باز فارق الدنيا على | خيرٍ عظيم نبعه يتجدد |
لم تلهه الدنيا بكل متاعها | بل كان للعلم الجليل يُردّدُ |
شهدت له كل البقاع بأنه | لا يستبيه الزائل المتبدد |
بل كان يرجو نشر نور العلم في | كل الدُّنا وبه يزول المفسد |
هذه هي الدنيا وهذا حالها | تفنى ويبقى الواحد المتفرد |
والمرء بعد الموت لا يبقى له | مال وسلطان وجاه يعضد |
فالموت حقٌّ ليس يفنى بعده | علم الهدى وصلاح من يسترشد |
رحل ابن باز والقلوب حزينة | وفاته وله العلا والسُّؤدد |
فعسى الإله الحق يجمعنا به | في جنة الفردوس فيها نسعد |
الموت حقٌّ لا مفرَّ حياله | يفنى به عبدٌ ويفنى السيدُ[1] |
- صحيفة الرياض، عدد (11291)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1448، 1449).