عاش في الدنيا على الأمر بالتُّقى
بجاد بن سلطان البقمي
تذكرتُ والذكرى تثير البواكيا | وتُظهر مكنونًا من الحزن خافيا |
لقد كسفت للدين شمسٌ مضيئةٌ | يُغطي سناها كل قاصٍ ودانيا |
فوالهفي من حادثٍ جلَّ خطبه | وثلم من الإسلام حلَّ مواتيا |
بفقد الحبر بحر العلم عالم الورى | حامي ذرا الدين شرّ الأعاديا |
فعبد العزيز الحبر أوحد عصره | إمام هدى قد كان لله داعيا |
يعزّ علينا اليوم أن نرى مثله | لحلِّ عويص المشكلات التواليا |
لقد كان فذًّا في السماحة والنَّدى | فليس له في دهره من مساويا |
لقد كان عونًا للضعيف وقوةً | وسيفًا على الأعداء عضبًا يمانيا |
حباه إله الكون بالزهد والتقى | بما فاق أبناء الزمان تساميا |
لقد عاش في الدنيا على الأمر بالتقى | ونهي الورى عن موبقات المساويا |
يُجاهد في ذات الإله ولم يكن | لتأخذه في الله لومة باغيا |
تصدى لرد المنكرات بحكمةٍ | وحلَّ سنام المجد إذ كان عاليا |
فيا معشر الإخوان صبرًا فإنه | مضى لسبيل كلنا فيه ماضيا |
وصبرًا بني الإسلام صبرًا فإنما | يعد جزيل الأجر حقًّا لداعيا |
فيا ربّ جُدْ بالعفو منك تكرمًا | عليه وعنا يا مجيب المناديا |
وأسكنه رياض الخلد فضلًا ورحمةً | وألحقه ركب الصالحين العواليا |
سقى الله قبرًا حلَّ فيه إمامُنا | من الغيث مزنًا إذ تهلّ غواديا |
وخير ختام القول يحسن ختمه | صلاةً وتسليمًا على خير هاديا[1] |
- سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1455- 1457).