عمله في الجامعة
في عام 1381هـ عُين الشيخ ابن باز - رحمه الله - نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله، وابتدأ عمله بالجامعة في العاشر من ربيع الأول من السنة المذكورة.
وقد باشر سماحته أعمال الجامعة بهمة عظيمة، وكان من أهم أعماله فيها أن استقدم لها أكابر العلماء، فطلب من شيخه سماحة المفتي أن يسمح له بأخذ عدد من كبار العلماء المدرسين في الرياض، فوافق، وكان أجلهم العلامة الكبير محمد الأمين الشنقيطي، كما انتدب سماحته أمين عام الجامعة معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي وغيره للتعاقد مع عدد من أهل العلم خارج البلاد، وكان أجل هؤلاء الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله.
ومن مشاهير من درس في الجامعة من العلماء في تلك المرحلة أيضًا:
الشيخ تقي الدين الهلالي، والشيخ محمد الجوندلوي، والشيخ محمد المختار الشنقيطي، والشيخ محمد أمين المصري، والشيخ حماد الأنصاري، والشيخ عمر فلاتة، والشيخ عبدالمحسن العباد، والشيخ عبدالله الغنيمان، والشيخ عبدالغفار حسن الرحماني، والشيخ عطية محمد سالم، والشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا، والشيخ محمد المجذوب، والشيخ محمد المنتصر الكتاني، والشيخ أبو بكر الجزائري، والشيخ عبدالرؤوف اللبدي، والشيخ ممدوح فخري، والشيخ محمد الصادق عرجون، والشيخ ف. عبدالرحيم، والشيخ عبدالقادر شيبة الحمد، والشيخ عبدالفتاح القاضي، والشيخ محمود الميرة، رحم الله الأموات منهم وبارك في الأحياء. [1]
كما استُقدم الطلاب للجامعة من أغلب دول العالم، ونفع الله بهذه الجامعة في مشارق الأرض ومغاربها، حيث صار أولئك الخريجون منارات لنشر السنة والعلم في أنحاء كثيرة من الأرض، وبعضهم صار ممن يُشار إليه بالبنان، وحصرهم صعب لتفرقهم في البلدان. [2]
وفي عام 1390هـ صدر الأمر الملكي بتعيين سماحته رئيسًا للجامعة الإسلامية بعد وفاة رئيسها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله. [3]
أما عن نشاطاته في الجامعة، فيقول الشيخ محمد المجذوب:
"مما لا خلاف فيه أن للشيخ ابن باز أثره العميق في كل تقدم أحرزته الجامعة تحت إشرافه نائبًا لرئيسها، ثم رئيسًا مستقلًا لها بعد وفاة رئيسها الأول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ تغمده الله بعفوه.
إنه ليتفقد الفصول بين الحين والآخر، فيستمع إلى دروس المشايخ، ويلقي توجيهاته الحكيمة هنا وهناك، وقد يلاحظ في دروس بعضهم ما لا يأتلف مع أفكاره الوثيقة، فيعقب على ما سمع بما يؤدي الغرض في منتهى الكياسة والتقدير.
ويتردد على قاعات المدرسين فيسألهم عن صحتهم وراحتهم، ويحاورهم في شؤون التعليم، ويشجعهم على المزيد من الجهد في خدمة الطلبة ابتغاء ما عند الله.
ويدعو المدرسين في مطلع كل عام دراسي لاجتماع يضم أساتذة المعاهد مرة، وأساتذة الكليات الأخرى، فيتداول معهم أمور الجامعة وضرورة الانتفاع من الخبرات الماضية، مؤكدا على وجوب الاهتمام بأصول العقيدة، التي يعتبرها الشيخ منطلق العمل لتكوين شخصية الطالب، ثم العناية بلغة القرآن التي عليها يتوقف نجاحه في الفهم عن الله ورسوله، وبخاصة في هذه الجامعة التي معظم طلابها من غير العرب، فلا سبيل لتثبيت العربية في ألسنتهم وأقلامهم إلا عن طريق القدوة والمحاكاة، فعلى المدرس إذًا أن يجتنب كل لغة ملحونة، وأن يلتزم الفصحى وحدها في كل حوار مع الطلاب.
وهكذا الشأن في نهاية العام الدراسي، إذ يعقد مع المدرسين اجتماعًا عامّا آخر، فيتدارس وإياهم شؤون المقررات وملاحظاتهم عليها، ورأيهم في مسيرة الدروس، وفي سلوك الطلاب، وما قد جمعوه من الانطباعات أثناء العام، ويحثهم على الكتابة عن كل ما يرونه مفيدًا للجامعة، ليعرض على مجلس الجامعة لدراستها والانتفاع بكل صالح منها.
وفي دار الحديث التابعة للجامعة تلقى المحاضرات الأسبوعية من قبل الأساتذة في مختلف الموضوعات على مدار العام الدراسي؛ إلا فترة المذاكرة، ويُشرف الشيخ بنفسه على محاضرات الموسم هذه، لا يكاد يغيب عن إحداها إلا تحت ضغط الضرورة، ولا تعدم المحاضرة تعقيبًا منه يوضح غامضها، ويوسع بعض جوانبها على قدر ما يرى من الأهمية.
فإذا كانت المحاضرة له اختار لها الموضوع الذي يمس القلوب والعقول، حتى إذا جاء موعد الأسئلة حول بعض النقاط أفاض على مستمعيه بما يكفي ويشفي، وكثيرا ما ينتهز السامعون هذه الفرصة، فيوردون على الشيخ ألوان الاستيضاحات التي تحمل صفة الاستفتاءات، فتأتي أجوبته عليها جامعة مانعة، لا تلبث أن تتردد على الأفواه...". [4]
ثم ذكر بعض الأنشطة التي كان يقوم بها في الجامعة ومنها إرسال المدرسين باسم الجامعة إلى بلدان المسلمين، وخاصة في الهند، وأفريقية، وباكستان، وكذلك انتداب المتفوقين من الخرجين من الجامعة إلى بلدانهم وغير بلدانهم للقيام بالدعوة إلى الله. إضافة إلى ذلك بذل الجهد في إمداد المسلمين بالكتب التي هم بحاجة إليها في نطاق التدريس أو المطالعة.
إلى أن قال[5]: "وهكذا أصبحت الجامعة الإسلامية بفضل الله، ثم بجهود هذا الداعية الصالح مركز إشعاع لا على نطاق المدينة المنورة وحدها، بل على مستوى العالم كله.
يضاف إلى ذلك عمله الجاد في مد نشاطات الجامعة، فهو لا يرضى الوقوف بها عند حدٍّ مهما يبلغ من الجلال، بل يريد لها تحركًا متصلًا في طريق النمو". [6]
وقال الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن باز:
"كان لسماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز وقت إقامته في الجامعة مشاركة فعالة في تدريس الطلاب إذا غاب أحد المدرسين، وكان لسماحته أيضًا زيارة ميدانية لبعض الفصول للتأكد من سير الدراسة، وكان للطلاب الذين تخرجوا من الجامعة وعادوا إلى بلادهم صلة قوية، وكانوا يراسلون الشيخ ويشكرونه، ويدعون للدولة السعودية التي أكرمتهم وقت دراستهم، ومن حرصه على مصالح الجامعة الإسلامية أنشأ مجلسًا يُعقد كل أسبوع، وكان أعضاؤه نخبة ممتازة من أساتذة الجامعة، وكان هذا المجلس ينظر في مصالح الجامعة". [7]
هذه جملة من الأنشطة التي قام بها سماحته - رحمه الله - عندما عين نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية، وبعد ذلك رئيسًا لها بعد وفاة رئيسها الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله.
وقد باشر سماحته أعمال الجامعة بهمة عظيمة، وكان من أهم أعماله فيها أن استقدم لها أكابر العلماء، فطلب من شيخه سماحة المفتي أن يسمح له بأخذ عدد من كبار العلماء المدرسين في الرياض، فوافق، وكان أجلهم العلامة الكبير محمد الأمين الشنقيطي، كما انتدب سماحته أمين عام الجامعة معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي وغيره للتعاقد مع عدد من أهل العلم خارج البلاد، وكان أجل هؤلاء الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله.
ومن مشاهير من درس في الجامعة من العلماء في تلك المرحلة أيضًا:
الشيخ تقي الدين الهلالي، والشيخ محمد الجوندلوي، والشيخ محمد المختار الشنقيطي، والشيخ محمد أمين المصري، والشيخ حماد الأنصاري، والشيخ عمر فلاتة، والشيخ عبدالمحسن العباد، والشيخ عبدالله الغنيمان، والشيخ عبدالغفار حسن الرحماني، والشيخ عطية محمد سالم، والشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا، والشيخ محمد المجذوب، والشيخ محمد المنتصر الكتاني، والشيخ أبو بكر الجزائري، والشيخ عبدالرؤوف اللبدي، والشيخ ممدوح فخري، والشيخ محمد الصادق عرجون، والشيخ ف. عبدالرحيم، والشيخ عبدالقادر شيبة الحمد، والشيخ عبدالفتاح القاضي، والشيخ محمود الميرة، رحم الله الأموات منهم وبارك في الأحياء. [1]
كما استُقدم الطلاب للجامعة من أغلب دول العالم، ونفع الله بهذه الجامعة في مشارق الأرض ومغاربها، حيث صار أولئك الخريجون منارات لنشر السنة والعلم في أنحاء كثيرة من الأرض، وبعضهم صار ممن يُشار إليه بالبنان، وحصرهم صعب لتفرقهم في البلدان. [2]
وفي عام 1390هـ صدر الأمر الملكي بتعيين سماحته رئيسًا للجامعة الإسلامية بعد وفاة رئيسها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله. [3]
أما عن نشاطاته في الجامعة، فيقول الشيخ محمد المجذوب:
"مما لا خلاف فيه أن للشيخ ابن باز أثره العميق في كل تقدم أحرزته الجامعة تحت إشرافه نائبًا لرئيسها، ثم رئيسًا مستقلًا لها بعد وفاة رئيسها الأول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ تغمده الله بعفوه.
إنه ليتفقد الفصول بين الحين والآخر، فيستمع إلى دروس المشايخ، ويلقي توجيهاته الحكيمة هنا وهناك، وقد يلاحظ في دروس بعضهم ما لا يأتلف مع أفكاره الوثيقة، فيعقب على ما سمع بما يؤدي الغرض في منتهى الكياسة والتقدير.
ويتردد على قاعات المدرسين فيسألهم عن صحتهم وراحتهم، ويحاورهم في شؤون التعليم، ويشجعهم على المزيد من الجهد في خدمة الطلبة ابتغاء ما عند الله.
ويدعو المدرسين في مطلع كل عام دراسي لاجتماع يضم أساتذة المعاهد مرة، وأساتذة الكليات الأخرى، فيتداول معهم أمور الجامعة وضرورة الانتفاع من الخبرات الماضية، مؤكدا على وجوب الاهتمام بأصول العقيدة، التي يعتبرها الشيخ منطلق العمل لتكوين شخصية الطالب، ثم العناية بلغة القرآن التي عليها يتوقف نجاحه في الفهم عن الله ورسوله، وبخاصة في هذه الجامعة التي معظم طلابها من غير العرب، فلا سبيل لتثبيت العربية في ألسنتهم وأقلامهم إلا عن طريق القدوة والمحاكاة، فعلى المدرس إذًا أن يجتنب كل لغة ملحونة، وأن يلتزم الفصحى وحدها في كل حوار مع الطلاب.
وهكذا الشأن في نهاية العام الدراسي، إذ يعقد مع المدرسين اجتماعًا عامّا آخر، فيتدارس وإياهم شؤون المقررات وملاحظاتهم عليها، ورأيهم في مسيرة الدروس، وفي سلوك الطلاب، وما قد جمعوه من الانطباعات أثناء العام، ويحثهم على الكتابة عن كل ما يرونه مفيدًا للجامعة، ليعرض على مجلس الجامعة لدراستها والانتفاع بكل صالح منها.
وفي دار الحديث التابعة للجامعة تلقى المحاضرات الأسبوعية من قبل الأساتذة في مختلف الموضوعات على مدار العام الدراسي؛ إلا فترة المذاكرة، ويُشرف الشيخ بنفسه على محاضرات الموسم هذه، لا يكاد يغيب عن إحداها إلا تحت ضغط الضرورة، ولا تعدم المحاضرة تعقيبًا منه يوضح غامضها، ويوسع بعض جوانبها على قدر ما يرى من الأهمية.
فإذا كانت المحاضرة له اختار لها الموضوع الذي يمس القلوب والعقول، حتى إذا جاء موعد الأسئلة حول بعض النقاط أفاض على مستمعيه بما يكفي ويشفي، وكثيرا ما ينتهز السامعون هذه الفرصة، فيوردون على الشيخ ألوان الاستيضاحات التي تحمل صفة الاستفتاءات، فتأتي أجوبته عليها جامعة مانعة، لا تلبث أن تتردد على الأفواه...". [4]
ثم ذكر بعض الأنشطة التي كان يقوم بها في الجامعة ومنها إرسال المدرسين باسم الجامعة إلى بلدان المسلمين، وخاصة في الهند، وأفريقية، وباكستان، وكذلك انتداب المتفوقين من الخرجين من الجامعة إلى بلدانهم وغير بلدانهم للقيام بالدعوة إلى الله. إضافة إلى ذلك بذل الجهد في إمداد المسلمين بالكتب التي هم بحاجة إليها في نطاق التدريس أو المطالعة.
إلى أن قال[5]: "وهكذا أصبحت الجامعة الإسلامية بفضل الله، ثم بجهود هذا الداعية الصالح مركز إشعاع لا على نطاق المدينة المنورة وحدها، بل على مستوى العالم كله.
يضاف إلى ذلك عمله الجاد في مد نشاطات الجامعة، فهو لا يرضى الوقوف بها عند حدٍّ مهما يبلغ من الجلال، بل يريد لها تحركًا متصلًا في طريق النمو". [6]
وقال الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن باز:
"كان لسماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز وقت إقامته في الجامعة مشاركة فعالة في تدريس الطلاب إذا غاب أحد المدرسين، وكان لسماحته أيضًا زيارة ميدانية لبعض الفصول للتأكد من سير الدراسة، وكان للطلاب الذين تخرجوا من الجامعة وعادوا إلى بلادهم صلة قوية، وكانوا يراسلون الشيخ ويشكرونه، ويدعون للدولة السعودية التي أكرمتهم وقت دراستهم، ومن حرصه على مصالح الجامعة الإسلامية أنشأ مجلسًا يُعقد كل أسبوع، وكان أعضاؤه نخبة ممتازة من أساتذة الجامعة، وكان هذا المجلس ينظر في مصالح الجامعة". [7]
هذه جملة من الأنشطة التي قام بها سماحته - رحمه الله - عندما عين نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية، وبعد ذلك رئيسًا لها بعد وفاة رئيسها الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله.
- ينظر: ترجمة سماحة الشيخ عبدالعزبز بن باز، لابن قاسم (ص 88-89).
- ينظر: ترجمة سماحة الشيخ عبدالعزبز بن باز، لابن قاسم (ص90).
- ينظر: موسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين، لعبدالعزيز أسعد (ص 217).
- علماء ومفكرون عرفتهم، لمحمد المجذوب (82/1-84).
- الكلام ما يزال للشيخ محمد المجذوب.
- علماء ومفكرون عرفتهم، لمحمد المجذوب (94/1).
- القول الوجيز، لعبدالعزيز بن ناصر بن باز (ص 16-17).