بكى العالم النحرير شرق ومغرب
للدكتور محمد بن سعد الدبل
| فزعنا إلى الرحمن نشكو ونندب | وندعو لشيخ والمحاريب تعرب |
| دموع القوافي بادري أو تجلدي | بكى العالم النحرير شرق ومغرب |
| بكى القادة الأعلام علامّة الهدى | وكم عالم في ظلمة الليل ينحب |
| وكم للتعازي بيننا من ترحّم | به يتواصى الإبن والأم والأب |
| مصاب أبان الحزن في كل مقلة | يسابقها الدمع الهتون فتسكب |
| فقيد بني الإسلام في كل موطن | يزينك بين الناس خلق مهذب |
| فزهدك عنوان وحلمك واسع | لك الصبر عزم والسماحة مذهب |
| خدمت صروح العلم مذ كنت يافعًا | وكهلًا لأعلام الشريعة مكسب |
| يعز علينا أن تغيب في الثرى | ولكن حكم الله ما منه مهرب |
| هو العدل في أحكامه وقضائه | وإن طال عمر فالحياة ستذهب |
| وإن رحلت أيامك الغر وانقضت | فعلمك باق لم يكدره مشرب |
| وودعتنا من بعد تسعين حجة | عدا سنة عمر ربيع ومخصب |
| نهارك فياض بترشيد أمة | وليلك تسبيح ويومك يدأب |
| ولا سائل إلا أجبت سؤاله | ولا طارق إلا وبابك يأدب |
| إلى الملأ الأعلى جوار محمد | وصحب كرام والكريم يقرب |
| هنيئا لك الدار التي أنت أهلها | ظلال نعيم الخلد أغنى وأرحب |
| رحمة رب للمنيبين عنده | ثواب بالكرامات يصحب |
| أعبد العزيز الفاضل الناصح التقى | بمنهجك العلامة المتوثب |
| أبوه سليل الماجدين وجده | إمام دعا الله والأرض غيهب |
| ألا إنه عبد العزيز الذي ارتقى | بأمر حكيم قائد يتوثب |
| إذا الفهد بالتوثيق أصدر أمره | فقد ساد في ظل العدالة منصب |
| هنيئا ولابن الشيخ أزكى تحية | وتهنئة بالصدق تملى وتكتب |
| وندعو لشيخ العلم والزهد والتقى | بفيض من الغفران لاح كوكب[1] |
- إمام العصر لناصر ين مسفر الزهراني، (638).