ابن باز وهو فينا أمة
للدكتور محمد الثاني بن عمر بن موسى
رفعوا سريرك والجموع جهام | تبكي الشهور عليك والأيامُ |
ومضوا وراءك رافعين أكفهم | متراحمين كأنهم آجامُ |
من كان أمسهموا سعادة قربكم | فاليوم قد تركوا وهم أيتامُ |
خطب يجلجل في البلاد فنجدها | وحجازها تبكي وتبكي الشامُ |
هذا مصاب المسلمين جميعهم | جرحٌ له في جسمهم آلامُ |
قد فزعت منه القلوب وزعزعت | أساسها وتوالت اللآلامُ |
هذا (ابن باز) وهو فينا أمة | في أمة الإسلام وهو إمامُ |
(عبد العزيز) فقيدُ أمة أحمدٍ | ولها عزاءُ فيه واستسلامُ |
اليوم تفقده فتفقدُ شامخًا | ما رام مرقاه لذلك مرامُ |
لله دراك من فقيه عالم | كم قد جرت بعلومك الأقلامُ |
متفننٌ علمٌ حلومٌ صابرٌ | متضلعٌ متبصرٌ مقدامُ |
ألممت فهمًا بالكتاب وما روى | أهل الحديث فيا له إلمامُ |
فدعاك ربك فاستجبت نداءه! | ما للحياة وللرجال دوام!! |
لم يخل قرنٌ من وجود مجددٍ | للدين إذ تتبلدُ الأحلامُ |
قد عشت للدين الحنيف مجدِّدًا | في دعوة التوحيد أنت هُمامُ |
تلك (الإدارة للبحوث) لكم بها | سبق ونعم السابق المقدامُ |
من دولة التوحيد شع ضياؤها | من بعد ما عمَّ الجميع ظلامُ |
تبدي الحقيقة والهدى في عالم | قد عمَّه التضليلُ والأوهامُ |
أيقنت في نصر المهيمن دينه | فنصرته ما ردك اللوَّامُ |
ألفت بين المسلمين قلوبهم | كم كنت ترجو أن يسود وئامُ |
دانت لدعوتك البقاع لأنها | عرفتك أنك جهبذٌ غلامُ |
(عبد العزيز) لكم علينا منةٌ | لا الشعر يحصيها ولا الأرقامُ |
باتت بجهدكم المحجة والهدى | وضحت وضوحًا ما بها إبهامُ |
ونشرتمو في الخافقين عقيدة | سلفية هي غاية ومرامُ |
وكشفتمو بالعلم كل ضلالة | يُخفي فساد طريقها الهدَّامُ |
ورميتمو سهم النصوص تجاهها | وهوى عليها الصارم الصمصامُ |
أعدتمو للناس آية عزِّهم | فلكم دعاء منهمو وسلامُ |
ترثيك جامعة المدينة كم بها | أثر يلوح كم لكم أنعامُ!! |
شيَّدت فيها للعلوم مكانة | تبقى فنعم القائد العزَّامُ |
فيا تواترت المعارف والندي | أبدًا ترفرف فوقها الأعلامُ |
أبقيتها سلفية أثريَّة | العلم وَافِ والشئون نِظاكُ |
الجود منه سجية وجبلَّة | يعطي النوال وثغره بسامُ |
كم من مثالٍ يضربون لجوده | غبطته فيه سحابة وغمامُ |
المحسنون غدوا وأنت إمامهم | لما رأوا منك السماحة هامُوا |
عاملتموا كلًّا بحسن سريرة | أدنى المحبة منكم الإكرامُ |
يا أمة الإسلام فابكي عالمًا | دانت إليه من العلوم عظامُ |
القول في كبرى المسائل قوله | وإليه يعزى الحل والإبرامُ |
أثنى عليه ثناء صدق عاطر | من كل صقع سادةٌ أعلامُ |
عاش ( الحديث) برياض فهمك مائلًا | ومضت بفيض علومك الأحكامُ |
هذا كتاب (الفتح) نال بفضلكم | ببيان ما زلت به الأقدامُ |
ونقدتمو قومية بكتابكم | نقدًا به الإقناع والإفحامُ |
رجعت به زمر الضلال مهينة | يبدو عليها الذُّل والإرغامُ |
وأنتموا حكم الشغار وأنه | ما في الكتاب من الحرام حرامُ |
ومناسك للحج قد حظيت بها | سعدت به رغم العدا أقوامُ |
لكم المناقب والمآثر جمَّة | عجزت عن استيعابها الأقلامُ |
يا رب فاشمل شيخنا برضائكم | لتناله الرحمات وهي سجامُ |
وامنحه فردوسًا ينال نعيمه | في الصالحين ونعم ذاك مقامُ[1] |
- جريدة البلاد- العدد (15665)، نقلًا عن: الإنجاز في ترجمة ابن باز، عبد الرحمن بن يوسف الرحمه، (505).