بدر الزمان هوى
للشيخ سامي البكر
| كل الفجائع في الدنيا كشرارٍ | إلا فجيعة فقدة الأخبار |
| بدر الزمان هوى فأشعل في الحشا | نارًا تذيب جلامد الأحجار |
| بدر الزمان هوى فأظلمت الدنا | وارتجت الأنحاء بالإعصار |
| ففزعت والدنيا تكفكف دمعها | شرقت به ينهل كالأمطار |
| بل بسمة الأطفال غاب ضياؤها | يتساءلون تساؤل الأخبار |
| ماذا جرى ماذا أصاب سماءنا | ماذا دهى في سائر الأقطار |
| حقًا إمام المسلمين أصابه | سهم المنون وصارم الأعمار |
| وتقطعت أسبابه من بعد ما | ملأ الدنا بالعلم والأنوار |
| عبد العزيز العالم العلم الذي | يمسي ويصبح دائم الأذكار |
| عبد العزيز الصادق النحرير ذا | ك المنتهى في الزهد والإيثار |
| إن عدّت الأقمار في غسق الدجى | كان ابن باز سيد الأقمار |
| أو عدّت السحب التي بسمائنا | كان ابن باز ديمة الأمطار |
| فقد كان عالمنا الإمام يجله | كل الورى في سائر الأقطار |
| قد كان يعرفه النهار بصومه | والليل يعرفه لدى الأسحار |
| نور ينير الدرب من ظلماته | فيزيل عنه غوائل الأخطار |
| ويقول قول الحق في كل الورى | لا ينثني عن قوله ويداري |
| شخص بألف يا لها من همة | بألف ألف يا أولي الأبصار |
| فانظر إلى الجمع الذين تيمموا | أرض الحجاز ومهبط الأنوار |
| مليون إنسان يكلِّله الأسى | من هول منظر شيخنا المتواري |
| قد كبروا التكبيرتين فهزت الـ | أشجان وأنهلت بالاستعبار |
| وأتوا بتكبير الدعاء فضجة الـد | نيا تُبكي شيخها المغرار |
| هذا لعمر الله أعظم عزة | للعلم والتوحيد والآثار |
| أمُّ القرى كانت أوائل حبه | فالله حقق حبه بجوار |
| ويحب أسفار الخميس لسنة | فكذاك سفرته إلى الغفار |
| تبكيك مكة والرياض وطيبة | والخرج تذري دمعها المدراري |
| والطائف الخضراء تندب حظها | بفراقكم يا شعلة الأنوار |
| من للدروس وحلقة العلم التي | تبكي لما فقدت من الأخيار |
| ما زلت أذكر حين يطرق منصبًا | فيجول في الآيات والآثار |
| فترى هنالك رأي أعظم مبصرٍ | بالقلب لا بدواثر الأبصار |
| فالقلب منشرح لعذب حديثه | والعقل في عجب من الأسرار |
| أرجو بأن الله يعقب سعيكم | بالجنة الفردوس والأنهار |
| فترى النبي محمدًا متهللًا | بقدومكم يا باعث الأثار |
| ورأيت أصحاب النبي محمد | والتابعين لهم مدى الأعصار |
| ورأيت ربك فوق ذلك كله | بالعين حقًّا قمة الإبصار |
| تمسي بجنات النعيم وطيبها | والحور والولدان والأزهار |
| يا ويح قلبي قد أثار مشاعري | حب الإمام وسيد الأحبار |
| لكنما الرحمن يجبر كسرنا | بالصبر والسلوان وبالأقدار |
| فعواقب الصبر الجميل جميلة | فالصبر يجلي وحشة الأكدار |
| إن المصائب في الحياة كثيرة | ما دمت ذا سمع وذا إبصار |
| فإذا ذكرت مصيبة تسلو بها | فاذكر مصابك في النبي المختار[1] |
- الإنجاز في ترجمة ابن باز لعبد الرحمن بن يوسف الرحمه، (503).