تصارع لغتين
للشاعر إبراهيم الفوزان
وقـــع المـصـائـب يـلـهــم التـعـبـيـرا؟ | أم أن شــاعـــره يــظـــل أســـيـــرا؟! |
لغـتـان فــي شـعـري تصارعـتـا وقـد | صـــار الـكــلام مـرفـرفــًا مــأســورا؟! |
صفعـتـنـي الأنــبــاء لـمـا أرســلــت | نـــبـــًأ، يـــزلـــزل أمـــــة وعـــصـــورا |
(مات ابـن بـازٍ) يالها مـن صعـقـةٍ | نـزعت بأمشاط الحديـد شعـورًا؟! |
مِــزعٌ مــن الآهــات ظـــلّ نشيـجـهـا | ألــمـــًا بـأعـمـاقــي يــزيـــد خــريـــرا |
للشيـخ حـبٌ فــي القـلـوب غـراسـه | ودمـاؤنــا تـسـقـي الـغــراس نـمـيــرا |
قـــد كـفّــن الآفـــاق حــــزن بـعـدمــا | أعـلــى الإلـــه حبـيـبـنـا الـمـشـهـورا |
فعـلـا (الـبـلاد) مـواجـعٌ مــن فـقـده | ويــذوق مـنـهـا المـشـرقـان سـعـيـرا |
يبكي الزمان علـى الـذي مـن علمـه | جــعــل الــزمــان مـتـوجـًا مسـرورا |
والأرض حــــرى لــلـــذي بـشـمـائــلٍ | نــثــر الـخـصـال غـمـائـمـًا وعــطــورا |
وفضائل الشيـخ الجزيلـة فـي الدنـى | درّ يــظــل عــلــى الــزمـــان نـثــيــرا |
لــو تـسـكـب الأيـــام طـيــب فـعـالـه | لـتـضــوع الــكــون الـرحـيــب عـبـيــرا |
في البحر في الصحراء في قمم الذرا | آثـــــاره مــجـــد يـشـعـشــع نــــــورا |
واس (الـبــلاد) فـــإن فـيـهــا لــوعــة | هــل يطـفـئ الشـعـر الـنـدي حــرورا |
تـتـرقـرق الـقـطـرات فـــي أنـظـارهــا | لـــــولا الــوقـــار لـتــغــدُونّ غـــديـــرا |
وامسح على رأس البشاشة والندى | قـد كـان حـظـهـمـا لـديــه وفــيــرا |
ومـجـالـس تـزهــو بـذكــرى شيـخـنـا | والــعــلــم زاد جـمــالــهــا تــقــديـــرا |
كــم مسـلـم للشـيـخ يـهـدي دعــوة | شـفـتــاه أمـطـرتــا الــدعــاء غــزيــرا |
نـطـق الـوفـاء بـحـب شيـخـي إنـنـي | ألــتـــذّ حـــيـــن أفـــجـــرُ الـتـعـبـيــرا |
أستـلُ مـن غصـص الشجـون قصيـدة | أضــع الـقـوافــي لـلـفــؤاد ســريــرا |
يـــا لائـــم الـشـعـراء إن شـعـورهــم | مـــوج الـعـواطــف يـسـتـقـل بــحــورا |
إن الــــذي مــــزج الـبـكــاء بـطـبـعـنـا | مـنـح النـفـوس لــدى الهـنـاء حـبــورا |
أإذا تــغــنـــى شـــاعــــر بـمــفــاتــن | أفــــلا أصــــوغ لشـيـخـنـا تـحـبـيـرا؟! |
لـك أيـها الـحـب المسـجـي بالـثـرى | دعــوات قـلب يــعـرف المقـدورا |
إيمانـه غسـل الحـروف فما ارتـمـت | يـأسـًا، ولا صـبـغ الـسـواد سطـورا |
فــي كـــل بـيــت نـــازف بقصـيـدتـي | بــــوحٌ، يـسـلــي بـالـعــزاء ضـمــيــرا |
يتـأبـط الـصـبـر الجـمـيـل مـشـاعـري | والله يـــأجــــر صـــابــــرًا وشـــكُــــورا[1] |
- إمام العصر لناصر الزهراني، (478).