جنازته
وُضِعَ جثمان سماحة الشيخ - رحمه الله - في ثلاجة مستشفى الملك فيصل بالطائف، ثم نُقِلَ إلى ثلاجة مستشفى القوات المسلحة بالهدى.
وبدأت المداولات بين أبناء الشيخ والمسؤولين لتحديد زمان الصلاة على الشيخ ومكانها ومكان دفنه، واستقر الأمر على أن تكون الصلاة عليه بعد صلاة الجمعة الثامن والعشرين من محرم 1420هـ في المسجد الحرام، ويدفن في مقبرة العدل بمكة المكرمة.
وبدأ الإعداد لذلك؛ حيث نُقل الجثمان إلى بيته في مكة المكرمة صبيحة يوم الجمعة لتغسيله وتكفينه. [1]
توافد الناس على مكة:
ما إن انتشر خبر وفاة الشيخ، وأُعلن عن الترتيبات الخاصة بالجنازة حتى تقاطر الناس على مكة المكرمة تقاطر النحل على رحيق الأزهار، فأقبل المحبُّون من داخل المملكة وخارجها، وانشغلت كافة خطوط الطيران المتجه إلى جدة أو الطائف، كما امتلأت العربات القادمة من كافة أنحاء المملكة إلى مكة. [2]
في بيت سماحته بمكة:
وصل الجثمان الطاهر إلى المنزل في حي العزيزية بمكة في صبيحة يوم الجمعة الثامن والعشرين من محرم 1420هـ، حيث تم تغسيله وتكفينه، وقام بذلك كلٌّ من: الشيخ عبدالله بن محمد بن الحمود الزيد والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الغيث، والشيخ عبدالعزيز بن محمد الوهيبي.
وبينما كان جثمان الشيخ يُجَهَّز حضر إلى المنزل عددٌ كبيرٌ من العلماء وطلبة العلم، على رأسهم سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ والشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي والشيخ عبدالله بن قعود - رحمه الله - والشيخ عبدالمحسن العباد، والشيخ عبدالرحمن البراك، وغيرهم كثير.
وبعد الانتهاء من تجهيز جثمان سماحته - رحمه الله - دخل عليه بعض العلماء الحاضرين، وألقوا عليه نظرة الوداع وقلوبهم تتمزق ألما وحزنًا، وعيونهم تسكب العبرة تلو الأخرى.
وأمَّ سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أهل بيت شيخنا ابن باز في الصلاة على الجثمان قبل أن يُنْقَل إلى المسجد الحرام، فحضرت زوجتا الشيخ وبناته وغيرهن من قريباته، ثم حُملت الجنازة إلى بيت الله الحرام. [3]
مشهد الوداع:
وصل الجثمان إلى الحرم الساعة الحادية عشرة تقريبًا، وقد امتلأ الحرم عن آخره في مشهدٍ يُذَكِّر بامتلاء الحرم ليلة السابع والعشرين من رمضان، وساد الحزن والأسى، فكان الناس ما بين مُنْتَحِبٍ ومُسترجعٍ وداعٍ للشيخ بالرحمة والمغفرة.
وقد تحدَّث خطيب الجمعة فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله السبيل عن فضل العلم والعلماء، وذكر بعض مناقب شيخنا - رحمه الله - وأياديه البيضاء على المجتمع السعودي خاصَّة والمسلمين في العالم عامَّة، وعزَّى الأمة في فقيدها، ودعاها للصبر والدعاء لسماحة الشيخ.
وبعد أداء صلاة الجمعة قُدِّمَت الجنازة وصلَّى عليها المسلمون، وكان في مقدمة المصلين على سماحة الشيخ - رحمه الله - الملك فهد، وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وجمع كبير من الأمراء. [4]
كما أُدِّيت صلاةُ الغائب على الشيخ في كافَّة مساجد المملكة، بل وفي خارج المملكة أيضًا في كثير من المساجد في أوروبا وأمريكا واستراليا وآسيا وإفريقيا. [5]
وما أن انتهت الصلاة على الجنازة إلا وانكبت الجموع على الجثمان الطاهر تريد حمله، فكان الجثمان يسير على رؤوس الناس في خِفَّةٍ وسرعةٍ حتى خرج من الحرم ووُضع في سيارة الإسعاف التي سارت به بصعوبةٍ وسط الجموع الغفيرة من المشيعين المحيطين بها من كل مكان، فقد قُدِّر عددُ مَن شاركوا في تشييع جنازة الشيخ - رحمه الله - بنحو أكثر من مليوني مسلم.
ورغم بُعْد المسافة بين المسجد الحرام ومقبرة العدل - نحو أربعة كيلو مترات - إلا أن الناس ساروا على أقدامهم تلك المسافة حتى وصلوا إلى المقبرة، فقد غلبهم شوقهم وحبهم للشيخ، وتناسوا مشقة السفر وعناء الطريق. [6]
وفي مقبرة العدل رقد الشيخ:
وصلت سيارة الإسعاف إلى مقبرة العدل بمكة، ولم يُسمح بدخول أحد إلى المقبرة إلا الأمراء والعلماء والمرافقين لسيارة الإسعاف؛ وذلك لمنع التزاحم والتدافع، ولإنهاء إجراءات الدفن في أسرع وقت، وبعد الدفن فُتحت الأبواب للناس، فأقبلوا على قبر الشيخ يدعون له بالرحمة والتثبيت، ويسألون الله تعالى أن يُجزل له المثوبة على ما قدَّمه لدينه وأمته. [7]
وهكذا وارى التراب جسد الشيخ - رحمه الله - بعد رحلةٍ طويلةٍ من العطاء استمرت قرابة التسعين عامًا، كان فيها مشعلَ نورٍ يُضيء لأمته الطريق في ظلمات الفتن ومُدْلَهِمَّات الخُطوب، فكم هدى الله به من الضَّلال، وأرشد به إلى الحق مَن كان في متاهات الغِوَاية، ونفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فرحمه الله رحمةً واسعةً، وجمعنا به في دار كرامته.
وبدأ الإعداد لذلك؛ حيث نُقل الجثمان إلى بيته في مكة المكرمة صبيحة يوم الجمعة لتغسيله وتكفينه. [1]
توافد الناس على مكة:
ما إن انتشر خبر وفاة الشيخ، وأُعلن عن الترتيبات الخاصة بالجنازة حتى تقاطر الناس على مكة المكرمة تقاطر النحل على رحيق الأزهار، فأقبل المحبُّون من داخل المملكة وخارجها، وانشغلت كافة خطوط الطيران المتجه إلى جدة أو الطائف، كما امتلأت العربات القادمة من كافة أنحاء المملكة إلى مكة. [2]
في بيت سماحته بمكة:
وصل الجثمان الطاهر إلى المنزل في حي العزيزية بمكة في صبيحة يوم الجمعة الثامن والعشرين من محرم 1420هـ، حيث تم تغسيله وتكفينه، وقام بذلك كلٌّ من: الشيخ عبدالله بن محمد بن الحمود الزيد والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الغيث، والشيخ عبدالعزيز بن محمد الوهيبي.
وبينما كان جثمان الشيخ يُجَهَّز حضر إلى المنزل عددٌ كبيرٌ من العلماء وطلبة العلم، على رأسهم سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ والشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي والشيخ عبدالله بن قعود - رحمه الله - والشيخ عبدالمحسن العباد، والشيخ عبدالرحمن البراك، وغيرهم كثير.
وبعد الانتهاء من تجهيز جثمان سماحته - رحمه الله - دخل عليه بعض العلماء الحاضرين، وألقوا عليه نظرة الوداع وقلوبهم تتمزق ألما وحزنًا، وعيونهم تسكب العبرة تلو الأخرى.
وأمَّ سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أهل بيت شيخنا ابن باز في الصلاة على الجثمان قبل أن يُنْقَل إلى المسجد الحرام، فحضرت زوجتا الشيخ وبناته وغيرهن من قريباته، ثم حُملت الجنازة إلى بيت الله الحرام. [3]
مشهد الوداع:
وصل الجثمان إلى الحرم الساعة الحادية عشرة تقريبًا، وقد امتلأ الحرم عن آخره في مشهدٍ يُذَكِّر بامتلاء الحرم ليلة السابع والعشرين من رمضان، وساد الحزن والأسى، فكان الناس ما بين مُنْتَحِبٍ ومُسترجعٍ وداعٍ للشيخ بالرحمة والمغفرة.
وقد تحدَّث خطيب الجمعة فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله السبيل عن فضل العلم والعلماء، وذكر بعض مناقب شيخنا - رحمه الله - وأياديه البيضاء على المجتمع السعودي خاصَّة والمسلمين في العالم عامَّة، وعزَّى الأمة في فقيدها، ودعاها للصبر والدعاء لسماحة الشيخ.
وبعد أداء صلاة الجمعة قُدِّمَت الجنازة وصلَّى عليها المسلمون، وكان في مقدمة المصلين على سماحة الشيخ - رحمه الله - الملك فهد، وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وجمع كبير من الأمراء. [4]
كما أُدِّيت صلاةُ الغائب على الشيخ في كافَّة مساجد المملكة، بل وفي خارج المملكة أيضًا في كثير من المساجد في أوروبا وأمريكا واستراليا وآسيا وإفريقيا. [5]
وما أن انتهت الصلاة على الجنازة إلا وانكبت الجموع على الجثمان الطاهر تريد حمله، فكان الجثمان يسير على رؤوس الناس في خِفَّةٍ وسرعةٍ حتى خرج من الحرم ووُضع في سيارة الإسعاف التي سارت به بصعوبةٍ وسط الجموع الغفيرة من المشيعين المحيطين بها من كل مكان، فقد قُدِّر عددُ مَن شاركوا في تشييع جنازة الشيخ - رحمه الله - بنحو أكثر من مليوني مسلم.
ورغم بُعْد المسافة بين المسجد الحرام ومقبرة العدل - نحو أربعة كيلو مترات - إلا أن الناس ساروا على أقدامهم تلك المسافة حتى وصلوا إلى المقبرة، فقد غلبهم شوقهم وحبهم للشيخ، وتناسوا مشقة السفر وعناء الطريق. [6]
وفي مقبرة العدل رقد الشيخ:
وصلت سيارة الإسعاف إلى مقبرة العدل بمكة، ولم يُسمح بدخول أحد إلى المقبرة إلا الأمراء والعلماء والمرافقين لسيارة الإسعاف؛ وذلك لمنع التزاحم والتدافع، ولإنهاء إجراءات الدفن في أسرع وقت، وبعد الدفن فُتحت الأبواب للناس، فأقبلوا على قبر الشيخ يدعون له بالرحمة والتثبيت، ويسألون الله تعالى أن يُجزل له المثوبة على ما قدَّمه لدينه وأمته. [7]
وهكذا وارى التراب جسد الشيخ - رحمه الله - بعد رحلةٍ طويلةٍ من العطاء استمرت قرابة التسعين عامًا، كان فيها مشعلَ نورٍ يُضيء لأمته الطريق في ظلمات الفتن ومُدْلَهِمَّات الخُطوب، فكم هدى الله به من الضَّلال، وأرشد به إلى الحق مَن كان في متاهات الغِوَاية، ونفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فرحمه الله رحمةً واسعةً، وجمعنا به في دار كرامته.
- ينظر: جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، رواية محمد الموسى (587)، وعبدالعزيز بن باز عالم فقدته الأمة، للشويعر (815).
- ينظر: جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، رواية محمد الموسى (587)، وإمام العصر، لناصر الزهراني (209).
- ينظر: جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، رواية محمد الموسى (588، 589).
- ينظر: جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، رواية محمد الموسى (589، 590)، والإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن الرحمة (412، 413).
- ينظر: عبدالعزيز بن باز عالم فقدته الأمة، للشويعر (814).
- ينظر: إمام العصر، لناصر الزهراني (209- 213)، والإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن الرحمة (412، 413).
- ينظر: جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، رواية محمد الموسى (590، 591)، وإمام العصر، لناصر الزهراني (213- 215).