أزيد تَرَفُّقًا كلما زاد محدثي حدة
قال عبيد الله محمد أمين كردي: "كان لقاء ما قبل الأخير معه في مسجد ابن عباس في الطائف، انتهى بأني تعلمت منه -رحمه الله وجزاه عني خير الجزاء- جانبًا خُلقيًّا، عاهدت نفسي أن أتمثَّلَهُ، وأُرَوِّض نفسي عليه بقية حياتي، ألا وهو: (أن أزيد ترفُّقًا كلما زاد محدثي حدة)؛ لأن حواري معه كان عن زكاة الفطر والأصناف التي يجب إخراج الزكاة منها، فلاحظتُ أنه كلما زاد حديثي معه يلاطفني بدعاء الهداية للجميع، مع ابتسامة لها سموها الخُلقي ومعناها التربوي، وبعد ذلك الحوار لم ألتقِ به بعد خمس سنوات في المسجد الحرام بمكة المكرمة، فتقدَّمْتُ إليه وسَلَّمْتُ عليه، وكانت المفاجأة بالنسبة لي حيث رَدَّ عليَّ السلام باسمي، فخمس سنوات كاملة لم ينسَ فيها صوتي، مما أكدَ لي حافظته العظيمة التي منحه الله إيَّاها". [1]
- [مواقف مضيئة في حياة الإمام عبد العزيز ابن باز، حمود بن عبد الله المطر، دار الوطن، الطبعة الأولى، 1420هـ، ص: 14]