تعليم طفل
قال عبد العزيز بن عبد الله الوهيبي: "في صيف العام الماضي 1419هـ ذهبتُ أنا والعائلة لأداء مناسك العمرة، واستقر بنا المقام بضعة أيام ضيوفًا عند أحد الإخوة الفضلاء في مدينة الطائف، وفي أحد الأيام ذهبنا لزيارة سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله - في مَقَرِّه بالطائف، فصلينا معه صلاة الظهر في مسجده (مسجد ابن باز)، وبعد الصلاة تشرَّفنا بالسلام عليه، قلتُ له: معي أولادي يريدون السلام عليك يا سماحة الشيخ، فقال: أين هم؟ ثم سَلَّم عليهم.
وكان الشيخ الرباني يسألهم عن حفظهم لكتاب الله، ويسأل الله لهم الهداية والصلاح، ولكن الشيخ - رحمه الله - توقف مع الابن الأصغر، وقال له بعد سؤال عن اسمه: في أي صف تدرس؟ فقال: في السنة الرابعة الابتدائية، فقال له الشيخ: مَنْ ربك؟ قال الابن: ربي الله، ثم قال له الشيخ: مَن نبيك؟ فقال الابن: نبيي محمد ﷺ، ثم قال له الشيخ: ما دينك؟ فقال الابن: ديني الإسلام، فقال له الشيخ: لماذا خُلِقتَ؟ فسكت الابن، فقال له الشيخ: قُل لعبادة الله، ثم قال له الشيخ: ما الدليل على ذلك؟ فسكت الابن، فقال له الشيخ: قوله -تعالى-: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56].
فتعجبتُ من ذلك المواقف كثيرًا، وتعجب الناس الحاضرون كذلك، دعوة وتعليم وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر كل وقت وحين، حـــتى مع الأطفال، الله أكبر الناس ينتظرون نهاية الدرس مع هذا الطفل الصغير للسلام على الشيخ، والشيخ مع هذا الطفل الصغير يسأله ويُعَلِّمه، وعند باب سيارته في الشمس خارج المسجد، ثم قال الشيخ: تفضلوا معنا الغذاء يا شيخ عبد العزيز، فثار عجبي من ذلك من قوة حافظة وفطنة الشيخ -رحمه الله-، أنا أول مرة ألتقي الشيخ بهذه الصفة، وهو لا يعرفني شخصيًّا من قبل، واستجبنا لدعوة الشيخ، فذهبنا إلى بيته المتواضِع وجلسنا في المجلِس ومعنا بعض الناس، وبعد أن قَدَّم الشيخ بدأ بكلمة ترحيبية بالضيوف، ثم بدأ برنامج العمل المتواصل (علم وعمل لا يتوقف أبدًا)، عن يمين الشيخ قارئ يقرأ من كتاب (فتح الباري)، ويُعَلِّق الشيخ على القراءة، وعن يساره هاتفان لا يكادان يتوقفان عن الرنين، ويرد عليهما الشيخ بكل سرور، ويجيب عن الأسئلة الموجَّهَة إليه، الله أكبر مجلس لا يمل أبدًا، هذا يريد شفاعة، وهذا يريد جوابًا، وهذا يريد تعقيبًا على معاملته، وهذا يريد مساعدة، والشيخ يستمع وينتصت لكل واحد من الناس وكأنه يعرفه منذ سنين". [1]
وكان الشيخ الرباني يسألهم عن حفظهم لكتاب الله، ويسأل الله لهم الهداية والصلاح، ولكن الشيخ - رحمه الله - توقف مع الابن الأصغر، وقال له بعد سؤال عن اسمه: في أي صف تدرس؟ فقال: في السنة الرابعة الابتدائية، فقال له الشيخ: مَنْ ربك؟ قال الابن: ربي الله، ثم قال له الشيخ: مَن نبيك؟ فقال الابن: نبيي محمد ﷺ، ثم قال له الشيخ: ما دينك؟ فقال الابن: ديني الإسلام، فقال له الشيخ: لماذا خُلِقتَ؟ فسكت الابن، فقال له الشيخ: قُل لعبادة الله، ثم قال له الشيخ: ما الدليل على ذلك؟ فسكت الابن، فقال له الشيخ: قوله -تعالى-: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56].
فتعجبتُ من ذلك المواقف كثيرًا، وتعجب الناس الحاضرون كذلك، دعوة وتعليم وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر كل وقت وحين، حـــتى مع الأطفال، الله أكبر الناس ينتظرون نهاية الدرس مع هذا الطفل الصغير للسلام على الشيخ، والشيخ مع هذا الطفل الصغير يسأله ويُعَلِّمه، وعند باب سيارته في الشمس خارج المسجد، ثم قال الشيخ: تفضلوا معنا الغذاء يا شيخ عبد العزيز، فثار عجبي من ذلك من قوة حافظة وفطنة الشيخ -رحمه الله-، أنا أول مرة ألتقي الشيخ بهذه الصفة، وهو لا يعرفني شخصيًّا من قبل، واستجبنا لدعوة الشيخ، فذهبنا إلى بيته المتواضِع وجلسنا في المجلِس ومعنا بعض الناس، وبعد أن قَدَّم الشيخ بدأ بكلمة ترحيبية بالضيوف، ثم بدأ برنامج العمل المتواصل (علم وعمل لا يتوقف أبدًا)، عن يمين الشيخ قارئ يقرأ من كتاب (فتح الباري)، ويُعَلِّق الشيخ على القراءة، وعن يساره هاتفان لا يكادان يتوقفان عن الرنين، ويرد عليهما الشيخ بكل سرور، ويجيب عن الأسئلة الموجَّهَة إليه، الله أكبر مجلس لا يمل أبدًا، هذا يريد شفاعة، وهذا يريد جوابًا، وهذا يريد تعقيبًا على معاملته، وهذا يريد مساعدة، والشيخ يستمع وينتصت لكل واحد من الناس وكأنه يعرفه منذ سنين". [1]
- [مواقف مضيئة في حياة الإمام عبد العزيز ابن باز، حمود بن عبد الله المطر، دار الوطن، الطبعة الأولى، 1420هـ، ص: 47-48]