تَلقَّى ملاحظات تلميذه بصمت الراضي
"في التمهيد لإحدى المحاضرات في دار الحديث، تلا مقرئ سورة (البلد)، وقرأ على طريقة ورش قوله تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا.. [البلد، 15:11]. فقاطعه الشيخ طالبًا منه أن يتلوها كما هي في مصحف عثمان ، ولكن المقرئ لم يفعل، ولعله لم ينتبه لِمَا قاله الشيخ، حتى أتمَّ السورة. وهناك وقف مُعرف الحفل، وهو أحد نوابغ طلابنا المتخرجين في كلية الشريعة، يعلق على طلب الشيخ ببيان جميل، يؤكد به صحة القراءة على أنها إحدى المتواترات السبع، وضرورة إشعار الناس بها، وبخاصة في مثل هذه المناسبة؛ كي لا يكونوا على جهل بالقراءات التي لا يسمعونها في العادة، ومع أن للشيخ - لو شاء - حُجَّتهُ في الوقوف عند القراءة المشهورة خشية التشويش، كما قرر مَجْمَع البحوث في القاهرة، مع ذلك فقد تلقى ملاحظات تلميذه بصمت الراضي عما سمع. وإنها لإحدى المزايا التي لا يُلَقَّاها إلا الذين صبروا، وما يُلَقَّاها إلا ذو حظ من العقل". [1]
- [مواقف مضيئة في حياة الإمام عبد العزيز ابن باز، حمود بن عبد الله المطر، دار الوطن، الطبعة الأولى، 1420هـ، ص: 51-52]