حصل على مراده
قال مرزوق بن هياف آل مرزوق: "قضيتُ معه في الجامعة عشر سنوات مُتعلِّمًا ومُعَلِّمًا في الجامعة وجدته أبًا لكل منسوبي الجامعة أساتذة وطلابًا وموظفين، ومما لاحظته ذكاء في أدب جم، أنني بعد أن تخرجت من كلية الشريعة استأجرتُ بيتًا قريبًا من سكنه في حي شارع المطار خلف المدرسة السعودية سابقًا، فاستدعاني وقال لي: تريد أن تكون إمامًا لمسجد الحي؟ وكتبَ لي خطابًا لمدير الأوقاف، وقام بتعييني، وباشرت العمل. ودعاني يومًا للغداء مع ضيوفه وهو كريم مضياف طيلة حياته، وهو لا يترك الصلاة في المسجد النبوي إلا لضرورة أو حاجة في نفسه، إذا بي أُفاجأ في صلاة المغرب به يخرج من بيته ويتجه إلى المسجد الذي أنا إمامه، ولما أُقيمَت صلاة المغرب بادرني بقوله: تقدَّم يا شيخ. فقلتُ: كيف يكون ذلك؟! فقال: تقدَّم بارك الله فيك. تقدَّمتُ وأنا في غاية الخجل والتقدير لسماحته، وأدركتُ أنه يريد الاطمئنان على مقدرتي في الإمامة من حيث الأداء والتلاوة، وبعد أن تمَّت الصلاة، قام وشرح الآيات التي تلوتها، وبعد أن خرجنا قال: الحمد لله، وفقك الله يا شيخ مرزوق. فالشيخ - رحمه الله - حصل على مراده في غاية اللطف والذكاء.
فتقديمي للصلاة كان في ظواهره أمام الناس تكريمًا لي مع وجوده، وحصل بذلك مراده من معرفة أحوال الإمام الذي أمر بتعينه، رحمه الله رحمة واسعة". [1]
فتقديمي للصلاة كان في ظواهره أمام الناس تكريمًا لي مع وجوده، وحصل بذلك مراده من معرفة أحوال الإمام الذي أمر بتعينه، رحمه الله رحمة واسعة". [1]
- [مواقف مضيئة في حياة الإمام عبد العزيز ابن باز، حمود بن عبد الله المطر، دار الوطن، الطبعة الأولى، 1420هـ، ص: 67-68]