كبر ذلك على مَن حوله

قال عبد المحسن بن محمد العجيمي: "قابلته ورأيته لأول مرة في حياتي وذلك في عام 1398هـ، وكنتُ طالبًا في السنة الأولى بمعهد الرس العلمي، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث أتيته بمكتبه في إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وطلبتُ منه أن أتحدث إليه مُنفردًا، فاستجاب لذلك وأنا لم أتجاوز الثالثة عشرة من عمري. فكبر ذلك على مَن حوله، ولكن الشيخ أخذ بيدي والناس خلفنا، وبدأ يتحدث إليَّ حديث الأب الحاني، ويسألني من أي بلد أنت؟ فلما أخبرته، قال لي: الغداء عندنا، فاعتذرت إليه بأنني على سفر، ثم دخل يجدد وضوءه، فلما خرج قال: أين الذي من الرس؟ ثم أخذ بيدي ثانية وتقدَّمنا الناس إلى السيارة، فلم أحب أن أُثْقِل على الشيخ، قلما عرف ذلك وقف عند السيارة وقال: ما هي مسألتك؟ فعرضت عليه شبهة أثارها بعض الشباب في أحد مجالس العلم، وأُشْكِلَ ذلك عليَّ؛ فجئتُ أسأله عنها، فأجاب على المسألة وفَنَّد الشبهة بالدليل القاطع، ثم دعا لي وودعني قبل أن يركب سيارته". [1]
  1. [مواقف مضيئة في حياة الإمام عبد العزيز ابن باز، حمود بن عبد الله المطر، دار الوطن، الطبعة الأولى، 1420هـ، ص: 154].