هداك الله يا شيخ
قال د. محمد بن سعد الشويعر: "كنت معه في إحدى السنوات في (مجمع الفقه بمكة)، وكنتُ جالسًا بجانبه، وجاء موضوع يتحدث عن علو الله تعالى واستوائه على عرشه كما جاء في الأسماء والصفات، وكان الشيخ يتحدث في هذا فقام شخص من إحدى الدول الأفريقية مُتَجَنِّيًا ومتعصِّبًا ليدخل في إثارة سماحة الشيخ للحديث عن الوهابية، وأنتم الوهابية تقولون كذا، وتقولون كذا، حول استواء الله على عرشه. عندها كان سماحة الفقيد يحاول تهدئته والرجل يتحدث ويواصل، فكان الشيخ يقول: هداك الله يا شيخ فلان، هداك الله يا شيخ فلان، سَبِّح، سَبَّح الله، وهذه أشد كلمة عنده تجاهله. وعندها طلب مني سماحته أن أسجل اسم كتابين ألفهما علماء المالكية، والمالكية هي المذهب الذي ينتمي إليه ذلك الرجل، وقال سماحته: أفي من هذا الكتاب 30 كتابًا؟ فقمنا في اليوم الثاني بتوزيعه في المجمع الفقهي، ثم قال سماحته: إن الكتاب هذا من تأليف علماء المالكية، وقال: إن وجد في كلامهم ما يخالف كلامنا وكلام الإمام مالك، فإننا نُرحب بذلك. وبذلك قام بإقناع ذلك الرجل دون إثارة وبطريقة عرفها ذلك الرجل". [1]
- [مواقف مضيئة في حياة الإمام عبد العزيز ابن باز، حمود بن عبد الله المطر، دار الوطن، الطبعة الأولى، 1420هـ، ص: 195-196].