إنما أشكو بثي وحزني إلى الله
د. عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح
الأستاذ المساعد بقسم فقه السنة ووكيل عمادة خدمة المجتمع في الجامعة الإسلامية
الأستاذ المساعد بقسم فقه السنة ووكيل عمادة خدمة المجتمع في الجامعة الإسلامية
فقد العالم الإسلامي في يوم 1420/1/27هـ عالم المسلمين سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وهذه نبذة مختصرة عنه، يرحمه الله:
- هو العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن باز.
- كنيته: أبو عبد الله.
- مولده: ولد في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة لعام 1330هـ.
- نشأته: نشأ منذ صباه على رسالة الإسلام، واقتفى سنة سيد الخلق رسول الله ﷺ، فحفظ كتاب الله ، وأخذ العلم منذ الصغر، وابتلي بفقد بصره، فازداد قلبه بصيرة وعلمًا، فتلقى علومه على كبار مشايخ نجد، وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ - رحمه الله، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، قاضي الرياض، والشيخ سعد بن حمد العتيق، قاضي الرياض، والشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض، والشيخ سعد وقاص البخاري من علماء مكة، أخذ عنه علم التجويد وسماحة الشيخ الجليل محمد بن ابراهيم آل الشيخ حيث لازمه عشر سنين.
- أعمال الشيخ
- ولي القضاء في منطقة الخرج لمدة أربعة عشر سنة من عام 1357هـ وحتى عام 1371هـ.
- عمل في سلك التدريس في معهد الرياض العلمي في كلية الشريعة بالرياض حتى عام 1380هـ.
- عين نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية سنة افتتاحها عام 1381هـ.
- عين في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برتبة وزير في 1395/10/14هـ، ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة، ورئيس المجلس الأعلى العالمي للمساجد بمكة المكرمة، وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وكان عضو المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وعضو الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة، إلى جانب كثير من الأعمال الخيرة في جميع أنحاء العالم.
قال عمر بن الخطاب : "نعم العدلان، ونعم العلاوة"، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:156-157] وقوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة:45].
وأخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك في وفاة إبراهيم ابن النبي ﷺ قال: ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله ﷺ تذرفان، فقال له عبد الرحمن عوف : وأنت يا رسول الله؟! فقال: يا ابن عوف: إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى، فقال ﷺ: إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
إنا لله وإنا إليه راجعون، ان العين لتدمع، والقلب ليحزن، وإنا بفراقك يا سماحة الشيخ لمحزونون.
رحمك الله، رحمك الله، رحمك الله.
إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإن الشيخ من ورثة الأنبياء، الذين حملوا ميراث النبي ﷺ، فبلغه للناس بصدق وإخلاص وتفان وصبر منقطع النظير، فأدعو الله أن تكون ممن قال فيهم: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69]، فرحمك الله رحمة واسعة.
إن العلماء يفقدون بقدر ما قدموا لأمة الإسلام من أعمال وتضحيات وتعليم ودعوة، وإن الشيخ قدم من ذلك الشيء الكثير فالناس يحزنون أشد الحزن على الرجال المخلصين لأمتهم عند فقدهم بل إنهم لا ينسونهم مهما طال الزمان، فكم من العلماء ممن توفوا قبل قرون، لا يزالون يعيشون مع الناس في هذا العصر أمثال شيخ الإسلام وغيره، ولقد كان العلامة الشيخ عبد العزيز بن بن باز - رحمه الله - من هذا النوع، فقد بذل حياته لدينه وأمته فعاش بينهم متعلمًا ومعلمًا ومجاهدًا وداعيًا إلى الله على بصيرة.
فقدناك سماحة الشيخ بقلوب كسيرة ونفوس حزينة وعيون دامعة ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا تبارك وتعالى.
عزاؤنا فيك سماحة الشيخ أن لكل شيء منتهى ولِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [الرعد:38]، وإن كل شيء هالك إلا وجهه وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن:28]، وأن الموت سنة ماضية وأن نبينا محمدًا ﷺ قد انتقل إلى الرفيق الأعلى وأن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
فأسأل الله جل وعلا أن يرحمك ويجعلك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [النساء:69] وأن يصلح لك الذرية وأن يعظم لك الأجر، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [1]
وأخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك في وفاة إبراهيم ابن النبي ﷺ قال: ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله ﷺ تذرفان، فقال له عبد الرحمن عوف : وأنت يا رسول الله؟! فقال: يا ابن عوف: إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى، فقال ﷺ: إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
إنا لله وإنا إليه راجعون، ان العين لتدمع، والقلب ليحزن، وإنا بفراقك يا سماحة الشيخ لمحزونون.
رحمك الله، رحمك الله، رحمك الله.
إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإن الشيخ من ورثة الأنبياء، الذين حملوا ميراث النبي ﷺ، فبلغه للناس بصدق وإخلاص وتفان وصبر منقطع النظير، فأدعو الله أن تكون ممن قال فيهم: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69]، فرحمك الله رحمة واسعة.
إن العلماء يفقدون بقدر ما قدموا لأمة الإسلام من أعمال وتضحيات وتعليم ودعوة، وإن الشيخ قدم من ذلك الشيء الكثير فالناس يحزنون أشد الحزن على الرجال المخلصين لأمتهم عند فقدهم بل إنهم لا ينسونهم مهما طال الزمان، فكم من العلماء ممن توفوا قبل قرون، لا يزالون يعيشون مع الناس في هذا العصر أمثال شيخ الإسلام وغيره، ولقد كان العلامة الشيخ عبد العزيز بن بن باز - رحمه الله - من هذا النوع، فقد بذل حياته لدينه وأمته فعاش بينهم متعلمًا ومعلمًا ومجاهدًا وداعيًا إلى الله على بصيرة.
فقدناك سماحة الشيخ بقلوب كسيرة ونفوس حزينة وعيون دامعة ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا تبارك وتعالى.
عزاؤنا فيك سماحة الشيخ أن لكل شيء منتهى ولِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [الرعد:38]، وإن كل شيء هالك إلا وجهه وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن:28]، وأن الموت سنة ماضية وأن نبينا محمدًا ﷺ قد انتقل إلى الرفيق الأعلى وأن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
فأسأل الله جل وعلا أن يرحمك ويجعلك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [النساء:69] وأن يصلح لك الذرية وأن يعظم لك الأجر، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [1]
- جريدة الجزيرة، الأحد 1 صفر 1420هـ.